ارتفع عدد ضحايا اقتحام الحدود الفاصلة بين جيب مليلية الإسباني والمغرب، الجمعة 24 يونيو/حزيران 2022، إلى 18 قتيلاً من المهاجرين، بعد أن حاول أكثر من 2000 منهم اقتحام الحدود، حسب وكالة الأنباء المغربية.
وكانت وكالة "AP" الأمريكية، ذكرت في وقت سابق، الجمعة، أن حالة فوضى كبيرة تسببت بمقتل خمسة أفارقة وإصابة العشرات من المهاجرين في أول محاولة من نوعها للعبور الجماعي إلى الإقليم الإسباني، منذ إصلاح العلاقات الدبلوماسية بين مدريد والرباط في مارس/آذار 2022.
من جانبه، قال متحدث باسم مكتب الحكومة الإسبانية في مليلية، إن نحو 2000 شخص حاولوا العبور، لكن الشرطة الإسبانية والقوات المغربية أوقفت كثيرين على جانبي السياج الحدودي.
فيما قالت وزارة الداخلية المغربية في بيان، إن الضحايا وقعوا عندما حاول الناس تسلُّق السياج الحديدي. وأضافت أن خمسة مهاجرين قُتلوا وأصيب 76، فيما أصيب 140 ضابطاً أمنياً مغربياً، قبل أن يرتفع عدد القتلى إلى 18 مهاجراً في وقت لاحق.
من جانبهم، قال مسؤولون إسبان إن 49 من الحرس المدني أصيبوا بجروح طفيفة وتعيّن علاج 57 مهاجراً، ثلاثة منهم في المستشفى.
وأظهرت فيديوهات وصور تم تداولها، مشاهد فوضوية على الحدود البرية الوحيدة للاتحاد الأوروبي مع إفريقيا، حيث شوهد آلاف المهاجرين يركضون عبر حقل قبل اقتحام السياج الحدودي صباح الجمعة.
كما أظهر مقطع فيديو المهاجرين وهم يهتفون ويرفعون أذرعهم احتفالاً وهم يركضون في شوارع مليلية بعد اقتحام السياج.
تمتلك مليلية وسبتة، الجيب الإسباني الصغير الآخر في شمال إفريقيا، الحدود البرية الوحيدة للاتحاد الأوروبي مع إفريقيا، مما يجعلها نقطة جذب للمهاجرين.
هناك مخاوف من أن يؤدي الجفاف في إفريقيا وارتفاع أسعار المواد الغذائية- حتى قبل الحرب التي أعاقت شحن الحبوب الأوكرانية إلى الصومال ومصر ودول فقيرة أخرى- إلى زيادة عدد المهاجرين الفارين إلى أوروبا.
كانت عمليات العبور، الجمعة، هي المحاولة الأولى منذ تحسن العلاقات بين إسبانيا والمغرب في مارس/آذار 2022، بعد نزاع استمر عاماً، تركز على الصحراء الغربية، وهي مستعمرة إسبانية سابقة ضمها المغرب في عام 1976.
وقد خفف المغرب سيطرته على سبتة العام الماضي، مما سمح لآلاف المهاجرين بالعبور إلى إسبانيا. واعتبرت هذه الخطوة انتقاماً لقرار إسبانيا السماح لزعيم البوليسارو المؤيدة للاستقلال بالعلاج من كوفيد-19 في مستشفى إسباني.
وبدأت التوترات بين البلدين في الذوبان في وقت سابق من هذا العام، بعد أن دعمت إسبانيا خطة المغرب لمنح الصحراء الغربية مزيداً من الحكم الذاتي، حيث يسعى النشطاء إلى الاستقلال الكامل.