باع الصحفي الروسي، دميتري موراتوف، رئيس تحرير صحيفة "نوفايا غازيتا" الاستقصائية المستقلّة، في مزاد علني أقيم الإثنين 20 يونيو/حزيران 2022، في نيويورك، جائزة نوبل للسلام التي فاز بها العام الماضي بـ103,5 ملايين دولار، لصالح الأطفال النازحين بسبب الحرب في أوكرانيا.
وكالة الأنباء الفرنسية قالت إن دار "هيريتدج أوكشنز"، التي نظّمت المزاد، أعلنت أنّ الميدالية اشتراها عبر الهاتف مزايد لم تكشف عن اسمه، مشيرة إلى أنّ عائدات المزاد ستذهب إلى مهمة منظمة اليونيسف الخاصة بالاستجابة الإنسانية للأطفال الأوكرانيين النازحين بسبب الحرب.
ونال موراتوف الجائزة في 2021 بالاشتراك مع الصحفية الفلبينية ماريا ريسا، وقد كرّمتهما لجنة نوبل يومها على "جهودهما في حماية حرية التعبير".
وكان المزاد نشطاً جداً، وتخلله تصفيق كثيف، وقام خلاله المزايدون بتشجيع بعضهم لرفع السعر. وكان موراتوف يلتقط مقاطع فيديو لشاشة المزاد والأجواء في القاعة.
وعندما عُرض السعر النهائي الذي كان يفوق السعر السابق بعشرات ملايين الدولارات، عّبر الحاضرون في القاعة عن دهشتهم بمن فيهم موراتوف نفسه.
وعندما سُئل عن سبب اختياره لليونيسف كمستفيد من المبلغ، قال موراتوف إنه "من الضروري بالنسبة إلينا ألا تكون هذه المنظمة تابعة لأي حكومة، وأن تتمكن من العمل فوق (كافة الحكومات)، وأن تكون عابرة للحدود".
صحفي معارض لبوتين
وكان موراتوف من بين مجموعة من الصحافيين الذين أسّسوا "نوفايا غازيتا" عام 1993 بعد سقوط الاتحاد السوفييتي. وهذا العام أصبحت الصحيفة الوحيدة التي تنتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وسياساته داخل البلاد وخارجها.
أواخر مارس/آذار، أعلنت صحيفة "نوفايا غازيتا" تعليق نشر محتواها بنسختيها الإلكترونية والورقية حتى انتهاء الغزو الروسي لأوكرانيا، بعد أن أقرّت روسيا تشريعاً يفرض عقوبات سجن مشدّدة ضدّ كلّ من ينتقد عملية الكرملين العسكرية في أوكرانيا.
وكتب موراتوف آنذاك، في رسالة موجّهة إلى قرّاء الصحيفة: "ليس هناك حل آخر. بالنسبة لنا، وأعلم أنه بالنسبة لكم أيضاً، إنه قرار سيّئ جداً ومؤلم. لكن علينا أن نحمي بعضنا".
وأكد أن فريق التحرير واصل عمله على مدى 34 يوماً "في ظلّ رقابة عسكرية"، منذ بدء الغزو الروسي.
وفي أبريل/نيسان الماضي تعرّض موراتوف لاعتداء في قطار عندما ألقى أحد الأشخاص عليه دهاناً ممزوجاً بمادة الأسيتون، ما تسبب بإصابته بحروق في عينيه.
وأشاد موراتوف، الإثنين، بمثابرة الصحفيين الذين يمثلون عقبة مهمة أمام الحكومات ورادعاً للحرب، كما أكد لفرانس برس: "لا يهمّ عدد المرات التي أراد فيها كلّ واحد من بيننا الاستقالة، علينا أن نبقى في مناصبنا".
وقال الصحفي الروسي البارز، في تسجيل فيديو نشرته "هيريتدج أوكشنز"، إن الفوز بجائزة نوبل "يمنحك فرصة لإسماع صوتك"، وتابع: "الرسالة الأكثر أهمية اليوم هي أن يفهم الناس أنّ هناك حرباً جارية الآن، وعلينا مساعدة الأشخاص الأكثر تعرّضاً للمعاناة"، مشيراً بشكل خاص إلى "الأطفال في الأسر اللاجئة".