بدأ في بريطانيا، الثلاثاء 21 يونيو/حزيران 2022 أكبر إضراب تشهده بريطانيا في 30 عاماً لعمال السكك الحديدية، مع خروج عشرات الآلاف من العاملين؛ بسبب خلاف حول الأجور والوظائف؛ مما قد يمهد الطريق لإضرابات واسعة النطاق في مجال الصناعة بأنحاء البلاد.
كان قد احتشد منذ الفجر بعض مما يزيد على 40 ألفاً من عمال السكك الحديدية، الذين يعتزمون الإضراب أيام الثلاثاء والخميس والسبت، عند حواجز أقاموها؛ مما أصاب شبكة السكك الحديدية بالشلل، وترك المحطات الرئيسية خالية من الرواد، كما أن مترو أنفاق لندن مغلق في أغلبه بسبب إضراب منفصل.
من جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي يتعرض لضغوط من أجل عمل المزيد للأسر التي تواجه أصعب الظروف الاقتصادية في عقود، إن الإضرابات ستضر بالأعمال التي تحاول التعافي من جائحة كوفيد.
بدورها، قالت نقابات العمال إن إضرابات عمال السكك الحديدية ربما تشكل بداية "صيف السخط"، حين يتحرك مدرسون وعاملون في المجالين الطبي والتخلص من النفايات، وحتى المحامون لتنظيم إضرابات مع اقتراب وصول التضخم إلى عشرة بالمئة.
تعاني الأسر البريطانية بالفعل من أكبر ضغوط اقتصادية منذ عقود، مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود الذي أدى إلى زيادة التضخم، في حين أن متوسط الأجور الأساسية لم يكن أعلى مما كان عليه في عام 2006 عندما تم تعديله وفقاً للتضخم.
مايك لينتش، الأمين العام لعمال السكك الحديدية والبحرية والنقل، قال في تصريح لقناة "سكاي نيوز" البريطانية، إن "العمال البريطانيين بحاجة لزيادة في الأجور (…) يحتاجون أماناً وظيفياً وظروفاً مواتية واتفاقاً شاملاً بوجه عام".
تأتي الإضرابات في الوقت الذي يعاني فيه المسافرون في المطارات البريطانية من تأخيرات فوضوية وإلغاء رحلات في اللحظة الأخيرة بسبب نقص الموظفين، بينما يتعين على العديد من البريطانيين الانتظار شهوراً حتى تصلهم جوازات السفر الجديدة بسبب التأخير في الإجراءات.
سيؤدي الإضراب إلى اضطراب كبير لملايين الأشخاص في جميع أنحاء البلاد، ومن بينهم مسافرون وسياح وأطفال يحضرون امتحانات وجمهور يسافر لحضور مهرجان جلاستونبري.
يأتي هذا بينما يوجه نواب المعارضة انتقاداً للحكومة، بسبب رفضها الاشتراك في المحادثات لتسوية الخلاف.
كان الاقتصاد البريطاني قد انتعش في البداية بقوة، بعد جائحة كوفيد-19، لكن مزيجاً من نقص العمالة وخللاً في سلاسل التوريد والتضخم ومشكلات في التجارة بعد خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي أدت إلى تحذيرات من حدوث ركود.