قال رئيس مسجد "Finsbury Park" في شمال العاصمة البريطانية، لندن، إن وضع المسلمين في البلاد ازداد سوءاً خلال السنوات الأخيرة، وأشار إلى اشتداد ظاهرة الإسلاموفوبيا منذ الهجوم الإرهابي في المنطقة عام 2017، حيث تجمع العشرات لإحياء ذكرى الرجل الذي قُتِل قبل خمس سنوات.
حيث أشارت صحيفة The Guardian البريطانية في تقرير لها الأحد 19 يونيو/حزيران 2022، إلى مقتل مكرم علي، 51 عاماً، عام 2017، عندما قاد دارين أوزبورن سيارة مُستأجَرة إلى المصلين المتجمعين خارج دار رعاية للمسلمين مباشرةً بعد صلاة العشاء في رمضان. وأُصِيب اثنا عشر آخرين.
قال رئيس المسجد، محمد كوزبار، إنَّ المسلمين ما زالوا لا يشعرون بالأمان في المملكة المتحدة. وأضاف: "المشكلة التي نواجهها هي أنه منذ وقوع هذا الهجوم لم يتغير الكثير في مواجهة الإسلاموفوبيا".
كما تابع كوزبار أنه يتذكر وعد تيريزا ماي، التي كانت رئيسة الوزراء في ذلك الوقت، باتخاذ إجراءات "لمعالجة هذا المرض الذي يسبب الإسلاموفوبيا". وأردف أنه برغم مرور خمس سنوات، "ليس لدينا تعريف للإسلاموفوبيا".
قال أيضا إنَّ وضع المسلمين في المملكة المتحدة قد تدهور أكثر، مشيراً إلى "إضفاء الطابع المؤسسي على الإسلاموفوبيا" من الحكومة وبعض وسائل الإعلام. وأضاف: "ما زال المسلمون يشعرون بآثار هذا الهجوم ولن نشعر بالأمان حتى تتعامل السلطات والشرطة مع الإسلاموفوبيا بجدية".
فيما كانت روزينا أختار، ابنة مكرم علي، من بين أولئك الذين حضروا حفل تأبينه. وقالت إنها بصفتها امرأة مسلمة، أرادت من الجميع "الإفصاح عن أي سلوك معادٍ للإسلام يتعرضون له لمواجهته على الفور؛ لأنَّ الإسلاموفوبيا لا تزال موجودة".
تذكرت روزينا والدها بأنه "زوج عطوف، وأب مُحِب، وجَد شغوف يعشقه الجميع". وقالت: "كان والدنا، أولاً وقبل كل شيء، واحداً من ألطف البشر الذين يمكن أن تقابلهم، ودائماً ما تعلو البسمة وجهه، وكان يطلق النكات في أكثر الأوقات عشوائية لإضحاك الآخرين".
أضافت: "ترك موته فراغاً أسود، لكن تذكُّر ابتسامته وضحكه يجعلنا نحيط هذه الفجوة بمزيد من الحب لبعضنا البعض، كما كان يريد". ووضعت الزهور على لوحة كُتِب عليها "مكرم علي زوج وأب، وجد حبيب لحفيديه ظريف وصيام".
حُكِم على منفذ الهجوم أوزبورن بالسجن المؤبد المتزامن في 2018 بتهمة قتل علي ومحاولة قتل أشخاص آخرين. وقالت القاضية، جستس تشيما غروب، إنَّ اختياره لاستهداف مجموعة ترتدي الزي الإسلامي التقليدي يعكس "أيديولوجيته القائمة على الكراهية تجاه المسلمين".