حثت مقررة الأمم المتحدة المعنية بالاتجار بالبشر، الجمعة 17 يونيو/حزيران 2022، بريطانيا على تعليق خطط ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا، معربة عن قلقها البالغ من انتهاك هذه الخطة للقانون الدولي.
حيث قالت سيوبهان مولالي، في بيان، إن الممارسات التي اقترحتها المملكة المتحدة "تنطوي على خطر التسبب في ضرر لا يمكن إصلاحه للأشخاص الذين يسعون للحصول على الحماية الدولية".
خطة بريطانيا تعتبر انتهاك للقانون الدولي
مولالي أضافت: "هناك مخاطر جسيمة من انتهاك مبدأ القانون الدولي الخاص بعدم الإعادة القسرية، من خلال الترحيل القسري لطالبي اللجوء إلى رواندا". وتابعت: "الأشخاص الفارون من الصراع والاضطهاد والذين يسعون للحصول على الحماية الدولية، لهم الحق في طلب اللجوء والتمتع به، وهو مبدأ أساسي من مبادئ القانون الدولي لحقوق الإنسان وقانون اللاجئين".
كما أوضحت أن ترحيل طالبي اللجوء إلى دول ثالثة "لا يساعد في منع الاتجار بالبشر أو مكافحته"، مبينةً أن مثل هذه القرارات من المرجح أن تدفع اليائسين إلى مواقف أكثر خطورة.
في حين رحبت المسؤولة الأممية بقرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، تعليق رحلة جوية كان من المقرر أن تنقل مجموعة صغيرة من طالبي اللجوء من المملكة المتحدة إلى رواندا في وقت سابق.
في حين دعت مولالي البلدان إلى "توسيع مسارات الهجرة الآمنة والمنظمة دون تمييز" لمكافحة الاتجار بالبشر.
إصرار بريطانيا على ترحيل اللاجئين
كانت وزارة الداخلية البريطانية قد أعلنت إصرارها على ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا رغم قرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان إلغاء الترحيل.
حيث قالت وزيرة الداخلية، بريتي باتل، لأعضاء البرلمان، إن الحكومة لا تزال ملتزمة بإرسال طالبي اللجوء من المملكة المتحدة إلى رواندا، بحسب ما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، وأوضحت الوزيرة أن خطط الرحلات الجوية المستقبلية إلى البلد الإفريقي قد بدأت بالفعل، وتابعت: "لن يثنينا أحد عن القيام بالشيء الصحيح".
في سياق موازٍ أصدرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قراراً مساء أمس الثلاثاء، بإلغاء رحلة جوية كان يفترض أن ترحّل لاجئين من بريطانيا إلى رواندا.
من جانبها وصفت وزيرة الداخلية البريطانية قرار المحكمة بـ"المفاجئ والمخيب للآمال"، وقالت: "نعتقد أننا ممتثلون تماماً لالتزاماتنا المحلية والدولية، وقد بدأت بالفعل الاستعدادات لرحلاتنا المستقبلية".
كما أضافت: "لن نقف مكتوفي الأيدي ونترك عصابات الجريمة المنظمة الحقيرة بطبيعتها وسلوكها والشريرة تعامل البشر كبضائع"، ولفتت الوزيرة البريطانية إلى أن بلادها لديها كل الحق في السيطرة على حدودها، قائلة إن الحكومة تعمل على إصلاح أنظمتها لجعلها "حازمة و"عادلة".
يذكر أنه وفي أبريل/نيسان 2022، كشف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، عن النهج الجديد للتعامل مع طالبي اللجوء في بلاده.
حيث قال إنه قدم "عرض لجوء رائداً على مستوى العالم من شأنه حماية حدود المملكة المتحدة، ووضع حد لتهريب الأشخاص غير الشرعيين واستعادة السيطرة على الهجرة غير القانونية".
وعلى الرغم من أنه لم يتم الإفصاح عن هوية المشمولين بالخطة، فإن إرسال طالبي اللجوء إلى رواندا سيشمل بشكل أساسي، الذكور البالغين غير المتزوجين، حسبما نقلت "بي بي سي" في أبريل/نيسان 2022.