تصاعدت الدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تطالب بـ"#طرد_الهندوس_من_الخليج"، حيث انتشر الوسم على "تويتر" بشكل كبير الخميس 16 يونيو/حزيران 2022، وذلك على خلفية إساءة بعض المسؤولين في الهند للنبي الكريم محمد والاعتداءات التي تطال المسلمين الهنود.
يأتي ذلك بعد أسابيع من إساءة أحد المسؤولين في الحزب الحاكم بالهند للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- خلال برنامج تلفزيوني، وهو ما أثار موجة غضب في الدول الإسلامية، حيث استدعت دول سفراء نيودلهي للاحتجاج.
كما احتج المسلمون على الإساءة للنبي محمد، وهي الاحتجاجات التي قابلتها السلطات الهندية بالضرب والقمع وحتى القتل، وهو ما زاد من سخط الأقلية المسلمة على السلطات الهندية، التي حاولت تهدئة المسلمين من خلال طرد المسؤول في حزب مودي، وأيضاً اعتقال مسؤول آخر أساء للمسلمين في مواقع التواصل الاجتماعي.
لكن تلك القرارات التي أعلنت عنها نيودلهي لم تُقنع الأقلية المسلمة في البلاد، وأيضاً الشعوب المسلمة الأخرى، خاصة في الدول العربية، والتي تقود حملة على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل طرد الهندوس من المنطقة، رداً على الاعتداءات التي تطال المسلمين في البلاد.
حيث نشر المغردون صوراً وفيديوهات لاعتداءات الشرطة الهندية التي طالت الأقلية المسلمة في البلاد.
فيما تؤشر محاولة الحكومة الهندية التخفيف من تداعيات أزمة الإساءة للرسول، إلى قلقها من أوراق القوة التي تمتلكها العديد من الدول الإسلامية تجاه الهند، ولا سيما دول الخليج، حيث تعد العمالة الهندية في الخليج أقوى هذه الأوراق.
كما لدى الهند علاقات اقتصادية وثيقة مع دول الخليج، فحجم التجارة الثنائية للهند مع دول مجلس التعاون الخليجي يقارب 154 مليار دولار، وبلغ العجز التجاري الهندي مع هذه الدول نحو 67 مليار دولار، نتيجة اعتماد الهند على واردات النفط القادمة من دول الخليج، حسب موقع India Today.
فيما تعتبر الإمارات العربية المتحدة هي الشريك التجاري الثالث للهند بعد الولايات المتحدة والصين، حيث تمثل التجارة معها نحو أكثر من 7% من إجمالي تجارة الهند.
العمالة الهندية في الخليج
ولكن العمالة الهندية في الخليج تمثل ذروة العلاقات بين الجانبين، ونقطة قوة أساسية، تجعل الحكومة الهندية حريصة على علاقتها بدول الخليج.
حيث يُقيم نحو 9 ملايين عامل هندي في بلدان مجلس التعاون الخليجي التي تُعتبَر مصدراً لـ65% من تحويلات المغتربين المالية إلى الهند التي تُقدَّر بنحو 89 مليار دولار.
كما تعد نيودلهي الأولى عالمياً في تلقي تحويلات العاملين في الخارج، متفوقة على الصين والمكسيك. ويمثل الهنود المقيمون في دول الخليج نصف الهنود الذين يعيشون خارج البلاد.
غير أن هناك تضارباً في الأرقام حول أكبر دولة خليجية لديها عدد هنود، هل السعودية أم الإمارات؟
تتحدث بعض التقارير الهندية أن الإمارات لديها أكبر جالية هندية، حيث يُقدر عددهم، بنحو 3 ملايين و400 ألف هندي، مقارنة بمليونين ونصف هندي في السعودية في فبراير/شباط عام 2020، حسب وزارة الخارجية الهندية، فيما تتحدث بعض التقارير السعودية عن وجود 4 ملايين هندي في المملكة.
لكن من الواضح أن عملية السعودة، وغيرها من الإجراءات التي اتخذتها الرياض لتقليل العمالة الأجنبية، أدت إلى تراجع عدد العمالة الهندية في المملكة، لتصبح الإمارات هي صاحبة أكبر جالية هندية في الخليج.
بينما في الكويت بلغ عدد الجالية الهندية نحو مليون و29 ألفاً، وفي سلطنة عمان 779 ألفاً، وقطر 756 ألفاً، وفي البحرين 332 ألفاً، حسب إحصاءات وزارة الخارجية الهندية التي جمعت من بعثاتها الدبلوماسية في الخليج، وفقاً لما ورد في تقرير لموقع the News Minute الهندي.
فيما تعد الجالية الهندية هي الأكبر بين كل الجاليات العربية والأجنبية، وعلى الأرجح فإنهم عدد أكبر من المواطنين في بعض البلدان الخليجية، مثل الإمارات، حيث وصلت نسبتهم في بعض الأعوام إلى نحو 50% من السكان.