دعا طاهر سعدون، والد الشاب المغربي الذي صدر ضده حكم بالإعدام من قبل محكمة في جمهورية دونيتسك الشعبية الانفصالية الموالية لروسيا في أوكرانيا إلى معاملة ابنه كـ"أسير حرب، نظراً لأنه مواطن أوكراني سلم نفسه طواعية".
كانت وسائل إعلام روسية قالت إن المغربي إبراهيم سعدون والبريطانيين أيدن أسلين وشون بينر الذين قُبض عليهم خلال قتالهم في صفوف القوات الأوكرانية، أدينوا بارتكاب "أنشطة مرتزقة وأعمال تهدف إلى الاستيلاء على السلطة وإسقاط النظام الدستوري لجمهورية دونيتسك الشعبية"، وقد حكم عليهم بالإعدام.
وقال والد الشاب المعتقل إبراهيم سعدون، في رسالة عبر البريد الإلكتروني نشرها موقع "فرانس 24″، الثلاثاء 14 يونيو/حزيران 2022، إن ابنه حصل على الجنسية الأوكرانية سنة 2020، بعد أن خضع لتدريب عسكري لمدة عام كشرط للالتحاق بدراسات تكنولوجيا الطيران في إحدى جامعات كييف.
أضاف موضحاً وضع ابنه: "نحن كأسرة نعاني من عدم وجود اتصال بالمحامي لتبادل المعلومات القانونية وهذا يزيد من محنتنا".
تعليق السلطات الرسمية
فيما قالت وكالة الأنباء المغربية الرسمية، الإثنين 13 يونيو/حزيران، إن مصادر من سفارة المملكة في كييف أفادت بأن إبراهيم سعدون المحتجز لدى قوات مدعومة من روسيا شرقي أوكرانيا، "قيد الاحتجاز لدى كيان غير معترف به".
وأشارت المصادر إلى أن سعدون الذي التحق بصفوف الجيش الأوكراني بمحض إرادته، محتجز حالياً "لدى كيان غير معترف به، لا من طرف الأمم المتحدة ولا من طرف المغرب"، في إشارة إلى ما تُسمى "جمهورية دونيتسك الشعبية".
حسب المصادر التي نقلت عنها الوكالة، فإن المواطن المغربي سعدون "أُلقي عليه القبض وهو يرتدي زي جيش دولة أوكرانيا، بصفته عضواً في وحدة تابعة للبحرية الأوكرانية".
وأوضح المصدر نفسه أن "المعنيّ بالأمر أكد في تصريحاته أنه التحق، بمحض إرادته، بصفوف الجيش الأوكراني"، مضيفاً أنه أشار أيضاً إلى أنه يحمل الجنسية الأوكرانية، "وهي المعلومة التي أكدها والده".
عقوبة "الإعدام"
الخميس 9 يونيو/حزيران، قضت المحكمة العليا في دونيتسك بإعدام كل من سعدون والبريطانيين شون بينر وأيدن أسلين، بتهمة "دعم القوات الأوكرانية" ضد القوات الروسية والمسلحين الانفصاليين.
وقالت الوكالة إن ذلك يأتي بعد إقرارهم بالذنب في محكمة بمنطقة دونيتسك شرقي أوكرانيا، كما نشرت مقطع فيديو يُظهر البريطانيَّين أيدن أسلين وشون بينر؛ والمغربي إبراهيم سعدون في قفص بقاعة المحكمة.
كذلك نقلت وكالة الأنباء، عن مسؤولي الادعاء قولهم إن التهم مجتمعة قد تعني عقوبة الإعدام لكل من الثلاثة.
كانت سلطات المقاطعة الانفصالية ألقت القبض على المغربي سعدون في أبريل/نيسان الماضي، لتبدأ محاكمته في 6 يونيو/حزيران الإثنين، وقد صدر حكم إعدامه.
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة، وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.
يعد هذا الهجوم الروسي هو الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، وينذر بتغيير نظام ما بعد الحرب الباردة في أوروبا.