لجأت عائلة أمريكية إلى معتقل سابق لدى طالبان للتفاوض مع الحركة من أجل استخدام صلاته للمساعدة في الإفراج هذا الأسبوع عن ابنتها وتدعى مهناز صافي، التي كانت محتجزة في أفغانستان، بسبب عدم اعتراف الولايات المتحدة حتى الآن بحكومة طالبان، بحسب ما نقله موقع Axios الأمريكي عن مصادر، السبت 11 يونيو/حزيران 2022.
ووفقاً للصحيفة، فقد تواصلت عائلة مهناز في الولايات المتحدة مع صافي رؤوف، مواطن أمريكي من أصل أفغاني، الشريك المؤسس في مجموعة Human First Coalition التطوعية، بعد أن قرأوا عن اعتقاله طيلة شهور لدى طالبان واهتمامه بالعمل الإنساني.
وصافي رؤوف لاجئ أفغاني سابق وجندي احتياط في البحرية الأمريكية ممن شاركوا في إجلاء آلاف من الأفغان الذين كانوا معرَّضين للخطر خلال سقوط كابول.
إذ وصل رؤوف إلى مطار جون كينيدي بصحبة مهناز يوم الخميس 9 يونيو/حزيران بعد ترتيب ممر آمن لها إلى دبي.
دور المنظمات في عمليات الإجلاء
بعد تسعة أشهر من انسحاب القوات الأمريكية في أفغانستان، تعمل حكومة قطر وسيطاً دبلوماسياً رسمياً بين واشنطن وطالبان.
وتضطلع المنظمات غير الربحية، مثل Human First، بدور بارزٍ في تنظيم عمليات الإجلاء وتوزيع المساعدات بفضل ما يتوفر لها من خبرات مؤسسية ومرونة قانونية لا تمتلكها معظم الحكومات، ومع ذلك فإن التفاوض من أجل إطلاق سراح المعتقلين الأجانب يختلف في درجته عن المستوى المعهود من المشاركة لهذه المؤسسات.
مهمة مهناز صافي في أفغانستان
أمَّا مهناز صافي، فهي مواطنة أمريكية ولدت في نيوجيرسي لأبوين أفغانيين، ونشأت في ولاية فرجينياـ وقد سافرت مهناز إلى مقاطعة غوزغان بأفغانستان في مايو/أيار، وقالت إن مقصدها كان توزيع المساعدات الإنسانية في أفغانستان المنكوبة بالمجاعة، بعد أن نجحت في جمع 18 ألف دولار على منصة GoFundMe، وأنها كانت تسعى أيضاً إلى استكشاف جذورها في وطن لم تعرفه إلا من بعيد.
حيث استدعت الشرطة المحلية مهناز لاستجوابها بعد ثلاثة أسابيع من إقامتها في أفغانستان، بناءً على الاشتباه فيها لكونها مواطنة أمريكية تحمل آلاف الدولارات، وتعيش مع أناس لا تجمعهم بها قرابة، إذ اتهمها شيخ محلي بالسعي إلى تحويل القرويين عن الإسلام، لكنها نفت ذلك، وقالت إنها هي نفسها مسلمة.
واحتجزت الشرطة مهناز بعد أن تبيَّن عدم وجود تأشيرة دخول ولا أختام دخول للبلاد في جواز سفرها. وقالت مهناز إن الشرطة استجوبتها والعائلة التي كانت تقيم معها عدة أيام، بشأن هويتها وسبب وجودها في أفغانستان.
الإفراج مقابل المساعدات
واستأنف رؤوف عمله في مجموعة Human First Coalition التطوعية بعد إطلاق سراحه من حجز طالبان في أبريل/نيسان، وتواصل مع جهات اتصاله لجمع المعلومات عن سبب احتجاز مهناز ومكان احتجازها. وقالت له مصادره إنها نقلت إلى المديرية العامة للمخابرات، وهي وكالة أمن تابعة لطالبان، والوكالة نفسها التي احتجزت رؤوف 105 أيام للاشتباه في كونه جاسوساً.
إلى ذلك، تواصلَ رؤوف وشبكة معارفه مع جهات اتصال في طالبان، وطلبوا مساعدتهم في تحريرها مقابل مساعدات إنسانية مباشرة لقراهم.
شارك في المفاوضات قرويون من أهل المنطقة، وحاكم مقاطعة غوزغان ومسؤولون رفيعو المستوى من حركة طالبان في وزارة الداخلية.
من جانب آخر، قال وزارة الخارجية الأمريكية لموقع Axios: "نحن على علم بالتقارير التي تتحدث عن إطلاق سراح مواطنة أمريكية كانت محتجزة في أفغانستان. وتستمر وزارة الخارجية في نصح المواطنين الأمريكيين بعدم السفر إلى أفغانستان".
ينوي رؤوف مواصلة عمله في تقديم المساعدات الإنسانية والعمل على إجلاء المدنيين المعرضين للخطر في أفغانستان، لكنه حثَّ الحكومة الأمريكية على الخوض في مسار التفاوض الدبلوماسي مع طالبان من أجل الشعب الأفغاني.