يتوجه الناخبون في فرنسا إلى صناديق الاقتراع، الأحد 12 يونيو/حزيران 2022، في الجولة الأولى من جولتي الانتخابات التشريعية، اللتين ستُقرران ما إذا كان الرئيس إيمانويل ماكرون سيحصل على أغلبية كافية في البرلمان، أو سينتهي به الأمر دون الدعم اللازم لتنفيذ أجندته الإصلاحية.
سيختار الفرنسيون كل أعضاء الجمعية الوطنية البالغ عددهم 577 نائباً في هذا الاقتراع الذي يجري في دورتين، وستنظم الدورة الثانية بعد أسبوع، أي في 19 يونيو/حزيران 2022.
فبعد أقل من شهرين من إعادة انتخابه يواجه ماكرون تحدياً قوياً من كتلة يسارية موحدة، تظهر استطلاعات الرأي أنها قد تحرمه من أغلبية مطلقة، حتى لو لم تسيطر على البرلمان.
يتوقع مطلعون من داخل الحكومة أداءً ضعيفاً في الجولة الأولى لائتلاف ماكرون (معاً)، وامتناع أعداد قياسية من الناخبين عن التصويت، والغضب من ارتفاع تكاليف المعيشة. وتأمل كتلة جان لوك ميلونشون اليسارية المتشددة في الاستفادة من ذلك.
نتيجة لذلك، باتت قدرة ماكرون على تمرير أجندته الإصلاحية مهددة، بما يشمل إصلاحاً لنظام التقاعد يقول إنه ضروري لاستعادة أموال الدولة، وفي المقابل، يدفع خصومه اليساريون لخفض سن التقاعد وإطلاق حملة إنفاق كبيرة.
كان ميلونشون قد قال مساء الجمعة، 10 يونيو/حزيران 2022، خلال خطابه الأخير "إذا شكلنا الأغلبية فالمرشح سيكون اسمه جان لوك ميلونشون".
يقترح تحالفه برنامجاً اقتصادياً يقضي بضخ 250 مليار يورو في الاقتصاد (مقابل 267 ملياراً من العائدات)، بما في ذلك 125 ملياراً من المساعدات والدعم وإعادة توزيع الثروة، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
من جانبها، نقلت وكالة رويترز عن مصدر حكومي -لم تذكر اسمه- قوله: "نتوقع جولة أولى صعبة، لكننا نعتمد على الجولة الثانية لإظهار أن برنامج ميلونشون خيالي".
كانت توقعات أولية بعد الانتخابات الرئاسية مباشرة، أظهرت أن ماكرون في طريقه للحصول على أغلبية في البرلمان، كما هو معتاد منذ تقليص الولاية الرئاسية إلى خمس سنوات.
لكن الرئيس ظل بعيداً عن الأضواء منذ التصويت، واحتاج أسبوعين لتشكيل حكومة، وفي غضون ذلك نجح ميلونشون في تشكيل تحالف بين حركته "فرنسا الأبية" والاشتراكيين والخضر.
ماكرون كان قد دعا في نهاية الحملة الفرنسيين إلى منحه "أغلبية قوية وواضحة"، وكما حدث في الانتخابات الرئاسية قدم نفسه على أنه حصن ضد "التطرف"، الذي يجسده في نظره اليسار الراديكالي لميلانشون، واليمين المتطرف لمارين لوبان، المرادف برأيه "للفوضى" بالنسبة لفرنسا.
تظهر التوقعات الآن أن ماكرون وحلفاءه، بما في ذلك الحزب الجديد لرئيس وزرائه السابق إدوار فيليب، قد لا يحققون أغلبية 289 مقعداً بفارق 40 مقعداً. وسيتطلب ذلك منه السعي إلى التعاون مع أحزاب متنافسة.
يأتي هذا بينما يتنافس نحو 14 وزيراً من حكومة ماكرون في سباقات محلية، وقد يفقدون وظائفهم إذا فشلوا في الفوز بمقاعد.
في سياق متصل، تُظهر استطلاعات الرأي أن زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان قد تفوز بمقعد في دائرتها الشمالية من الجولة الأولى مباشرة، من خلال الحصول على أكثر من 50% من الأصوات.
يُشار إلى أن الانتخابات تجري في مناخ يسوده القلق بين الفرنسيين، إزاء ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة.