تعهدت السعودية، الأحد 12 يونيو/حزيران 2022، بتقديم عشرة ملايين دولار للمساعدة في تمويل عملية لمنع تسرّب نفطي محتمل من ناقلة النفط "صافر" المهجورة قبالة سواحل اليمن، وسط تحذيرات من كارثة بيئية مُحتملة في حال حدوث تسريب.
مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أعلن اليوم الأحد عن "تقديم المملكة مبلغ 10 ملايين دولار أمريكي للإسهام في مواجهة التهديد القائم من ناقلة النفط صافر".
"صافر" هي ناقلة نفط مهترئة عمرها 45 عاماً، تحمل 1,1 مليون برميل من النفط (أي أكثر من 140 ألف طن)، وترسو على مسافة 6 أميال من ساحل مدينة الحُديدة اليمنية، التي يسيطر عليها الحوثيون.
يُضاف مبلغ التعهد السعودي إلى 33 مليون دولار تعهّدت دول مانحة بتقديمها، الشهر الماضي، خلال مؤتمر مانحين نظمته الأمم المتحدة وهولندا، للمساعدة في منع التسرّب النفطي الكارثي المُحتمل، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
لكن هذه المبالغ لا تزال بعيدة عن الهدف المنشود، بجمع 80 مليون دولار لنقل 1,1 مليون برميل من صافر إلى ناقلة نفط أخرى كإجراء مؤقت، قبل وقوع كارثة إنسانية وبيئية، وستكلف العملية بأكملها 144 مليون دولار في المجموع، وستشمل جعل الناقلة المتهالكة آمنة تماماً.
يعود الخوف من الناقلة إلى أن أي انفجار أو تسرب منها قد يسبب واحدة من أخطر كوارث التسربات النفطية في التاريخ، بحسب دراسة أجرتها مختبرات منظمة غرينبيس للبحوث.
تأتي المساهمة السعودية بعد أربعة أيام من حضّ منظمة "غرينبيس" جامعة الدول العربية على عقد اجتماع طارئ، من أجل تمويل خطة الأمم المتحدة لإنقاذ الخزّان العائم.
من جانبهم، يحذّر دعاة حماية البيئة من أن التمويل المطلوب لتنفيذ العملية هو مبلغ زهيد، مقارنة بـ20 مليار دولار قد يكلفها تنظيف تسرب نفطي في مياه البحر الأحمر.
بدورها، قالت الأمم المتحدة في وقت سابق، إن العملية يجب أن تنتهي بحلول نهاية أيلول/سبتمبر، لتجنب "الرياح المضطربة" التي تشتد في هذا الوقت من العام.
يأتي هذا بينما لم تخضع ناقلة "صافر" لأي صيانة منذ 2015، ما أدّى الى تآكل هيكلها وتردّي حالتها، وقالت الأمم المتحدة إنها تحتوي على أربعة أضعاف كمية النفط التي تسربت في كارثة "إكسون فالديز" عام 1989، وهي واحدة من أسوأ الكوارث البيئية في العالم التي لوثت مياه ألاسكا.
كانت صحيفة The Guardian البريطانية، قد قالت الإثنين 11 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن التسرب النفطي من ناقلة صافر يهدد 8 ملايين شخص في السعودية وغيرها من الدول، بفقدان إمكانية الوصول إلى المياه الجارية، وتدمير مخزون صيد البحر الأحمر في غضون ثلاثة أسابيع فقط.
يُذكر أن اليمن يشهد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، بسبب الحرب بين المتمردين الحوثيين والسلطات المعترف بها، المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية.
تسبَّبت الحرب في مقتل مئات آلاف الأشخاص بشكل مباشر أو بسبب تداعياتها، وفق الأمم المتحدة، لكنّ القتال توقف مع بدء سريان هدنة مدتها شهرين، في أبريل/نيسان، وتم تجديدها في يونيو/حزيران 2022، لشهرين آخرين.