أطلقت شركة ديزني العالمية منصتها "ديزني+" في منطقة الشرق الأوسط، في مدينة دبي بدولة الإمارات، وأعلنت المنصة عن بدء تقديم خدماتها لـ16 دولة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، باشتراكات أقل من باقي المنصات العالمية والمحلية والموجودة في تلك الدول، وعلى رأسها مصر.
الإعلان عن المنصة كان من خلال بيان منذ أسابيع، تم الإعلان فيه عن استعداد ديزني لإطلاق منصتها في منطقة الشرق الأوسط، ثم بيان تالٍ قبل الإطلاق بأسبوعين للإعلان عن موعد الإطلاق ومكانه، في الثامن من يونيو/حزيران في دبي في حفل كبير، جاء ذلك بعد تسريب لفيديو تحدثت فيه رئيسة ديزني كاري بيرك، عن سعي ديزني لوضع أكبر عدد ممكن من المحتوى الداعم لمجتمع الميم (LGBT)، وهو مصطلح يشير إلى مجتمع مثلي الجنس والمتحولين جنسياً في أفلام ديزني.
تغيير الاستراتيجية
وخلال المؤتمر الصحفي، وحسب مصادر "عربي بوست"، فإن المنسقين حاولوا التهرب من الرد على أسئلة الحضور وتمرير موجة الهجوم حتى تهدأ الأحوال، فاليوم الأول الذي يتقدم فيه تفاصيل المنصة للصحفيين والإعلاميين لن يتم في شكل مؤتمر، بل في شكل عرض قدمه تميم فارس، المدير التنفيذي للشركة في مصر والشرق الأوسط، وقدم فارس على المسرح في 45 دقيقة مميزات المنصة، وهي المميزات التي تم الإعلان عنها سابقاً، والخاصة بالتعريف بمكتبة ديزني وما ستتيحه للجمهور من أفلام ومسلسلات.
الغريب في الأمر أن هذه التفاصيل بالكامل تم الإعلان عنها في البيان الذي تم إرساله سابقاً منذ أسابيع؛ لذلك فهم لم يقدموا أي جديد في اليوم الأول.
وكان من المفترض أن يتم فتح المجال للأسئلة، ولكنَّ المسؤولين امتنعوا بحجة أن الحدث جرد استعراض لمميزات المنصة فقط.
وفي اليوم التالي في حفل الإطلاق الجماهيري تمت إعادة نفس التفاصيل، ولكن هذه المرة ليس على لسان تميم فارس، بل على لسان مقدمي الحفل مهيرة عبد العزيز وأحمد قاسم، على فترات، تخللتها عروض استعراضية، وفي العاشرة مساء بدأ العد التنازلي على برج خليفة؛ ليتم نقل بث مباشر له على شاشة أوبرا دبي، المستضيفة للحفل، ويتم إطلاق المنصة وسط احتفالات كبيرة من الجمهور، سواء في الأوبرا أو في الشوارع المحيطة ببرج خليفة.
تهرُّب تميم فارس
بعد الحفل حاول بعض الصحفيين من السعودية ومصر التحدث مع تميم فارس لسؤاله عن مشكلة المثلية الجنسية، وما تنوي ديزني فعله في شخصياتها الكارتونية، ولكن تميم فارس تهرب منهم جميعاً، وأكد أنه لن يصرح بأي شيء حالياً، ومن يريد رد رسمي فليرسله على الإيميل الخاص بمساعدته، وبسؤاله عن مواعيد الرد عليهم لنشرها سريعاً، أكد أنه من المحتمل ألا يرد عليهم من الأساس، فالأسئلة المرسلة ستتم دراستها أولاً لمعرفة هل سيتم الرد عليها من عدمه.
ديزني تخشى الهجوم
وأكد أحد الصحفيين أن شركة ديزني تواصلت مع عدد من المواقع العربية لحذف بعض التقارير التي تهاجم الشركة ومنصتها، خاصة تلك الأخبار التي تداولتها المواقع على لسان الإعلامية لميس الحديدي، التي أكدت في برنامجها "بث مباشر" على قناة ON أنها لا تتخيل مشاهدة أبطال ديزني في شكل مثليين، وهاجمت الشركة بشدة، وهو الخبر الذي انتشر بكثرة وحاولت المنصة حذفه هو وأخبار أخرى من بعض المواقع العربية، وبعضها تم حذفه بالفعل، ولكنَّ آخرين رفضوا الأمر.
ترقب للوضع
أحد المصادر في ديزني الشرق الأوسط أكد لـ"عربي بوست" أن الوضع الآن في شركة ديزني هادئ، فالجميع يترقب ردود الفعل العربية بعد إطلاق المنصة في المنطقة، وتقدير حجم الاشتراكات في المنصة لمعرفة هل مر الأمر بسلام أم لا.
وبناء على هذا سيتم إصدار رد في هذا الأمر، فإما يتم تجاهل الأمر تماماً، لو كان الأمر وفقاً للأهداف المرجوة وعدد الاشتراكات المتوقعة في بداية إطلاق المنصة، وإما يتم إصدار بيان عام من شركة ديزني الأمريكية، لكنه في الأساس موجه لمنطقة الشرق الأوسط، تؤكد فيه على احترامها لهم، وربما تتراجع في قرارها بتحويل بعض الشخصيات الكارتونية لمثليين ومتحولين، أو ربما يتم الالتفاف حول الأمر بالإعلان عن تأجيل الأمر أو بأي طريقة أخرى تضمن لهم عدم غضب الجمهور.
مشاكل سابقة
يأتي ذلك في الوقت الذي لاقت فيه شركة ديزني هجوماً كبيراً من الجمهور العربي على السوشيال ميديا بعد إعلان إحدى المديرات التنفيذيات للشركة عن اتجاه ديزني لتحويل جزء كبير من شخصياتها الكارتونية إلى مثليين وعابرين ومتحولين جنسياً لدعم هذا الاتجاه، وهو الأمر الذي أثار موجة كبيرة من الغضب؛ بسبب فرض المنصة آراءها واتجاهاتها على جمهورها، خاصة أن هذا الأمر يتنافى مع الدين الإسلامي والثقافة العربية، ليتم شن حملة كبيرة على الشركة قبل الإطلاق بأيام قليلة شارك فيها عدد كبير من برامج التوك شو العربية، وعدد من الشخصيات المعروفة.
في أبريل/نيسان 2022، زاد دعم ديزني للمثليين برفض القانون الذي يمنع الحديث مع الأطفال عنهم؛ إذ خرج حفيد لوالت ديزني معلناً تحوله الجنسي، وتحدث عن دعم عائلته لجمعيات مناصرة المثليين.