قالت وكالة رويترز مساء الخميس 9 يونيو/حزيران 2022، إن اجتماعاً غير رسمي ضم قوى الحرية والتغيير مع المكون العسكري، بوساطة أمريكية سعودية.
يعد هذا الاجتماع هو الأول من نوعه منذ استيلاء الجيش على السلطة في السودان عقب انقلاب أكتوبر/تشرين الأول 2021، والذي أنهى اتفاقاً لتقاسم السلطة أعلن عنه في عام 2019 بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير.
من جانبه، أعلن حزب المؤتمر السوداني في بيان، أن قوى الحرية ستعقد اجتماعاً غير رسمي مع الجيش لمناقشة "إجراءات إنهاء انقلاب 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021 وتسليم السلطة للمدنيين".
جاء ذلك بعد أن اختتم الأربعاء، اليوم الأول من الحوار السياسي الذي انطلق برعاية أممية وإفريقية، وغابت عنه أطراف رئيسية معارضة.
حيث شارك في جلسة الحوار الأولى 14 حزباً سياسياً، إضافة إلى ممثلين عن المكون العسكري، فيما ستنعقد جلسة الحوار الثانية الأحد المقبل، دون أن تصدر أي بيانات رسمية بخصوص نتائج الجلسة الأولى.
وقال ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بالسودان فولكر برثيس في مؤتمر صحفي، متحدثاً باللغة العربية: "تم الاعتراف من كل المشاركين بأن القوى السياسية الغائبة اليوم هم أصحاب مصلحة حقيقية في الانتقال المدني الديمقراطي، ووجودهم ضروري لنجاح هذا الحوار".
وأضاف: "لذلك ستواصل الآلية الثلاثية (الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ومنظمة دول شرق ووسط إفريقيا للتنمية – إيغاد) جهودها معهم لإقناعهم بالمشاركة".
احتجاجات ضد العسكر
وتظاهر المئات في مدن سودانية عدة بينها العاصمة الخرطوم، الخميس، للمطالبة بـ"عودة الحكم الديمقراطي" في البلاد، غداة انطلاق الحوار الوطني المباشر لحل الأزمة السياسية في البلاد.
حيث أفاد مراسل الأناضول وشهود عيان، بأن مئات المتظاهرين خرجوا في العاصمة الخرطوم، وبحري (شمال) وأم درمان (غرب)، للمطالبة بعودة الحكم المدني.
وردد المتظاهرون الذين يحملون الأعلام الوطنية هتافاتٍ مناوئة للحكم العسكري، ورفعوا لافتات كُتب عليها "لا للحكم العسكري" و"دولة مدنية كاملة"، و"الشعب أقوى والردة مستحيلة"، و"حرية، سلام، وعدالة"، "و"نعم للحكم المدني الديمقراطي".
ووفق مراسل الأناضول والشهود، أغلق المتظاهرون شارع المطار وعدداً من الشوارع الرئيسة والفرعية في المنطقة بالحواجز الأسمنتية وجذوع الأشجار والإطارات المشتعلة.
وأطلقت قوات الشرطة القنابل الصوتية، وعبوات الغاز المسيل للدموع، لتفريق المتظاهرين، ما أدّى إلى حالات كرّ وفرّ بين الجانبين في الشوارع.
بوتيرة شبه يومية، يشهد السودان احتجاجات شعبية تطالب بعودة الحكم المدني الديمقراطي وترفض إجراءات رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان الاستثنائية التي يعتبرها الرافضون "انقلاباً عسكرياً".
ونفى البرهان صحة اتهامه بتنفيذ انقلابٍ عسكري، وقال إن إجراءاته تهدف إلى "تصحيح مسار المرحلة الانتقالية"، وتعهّد بتسليم السلطة عبر انتخابات أو توافق وطني.