قررت السعودية تقديم حوافز لشركات الطيران؛ كي تشرع في تسيير رحلات جوية تربط البلاد بالمدن العالمية الكبرى، حتى وإن كانت غير مربحة، وذلك ضمن مساعي المملكة لتسهيل وصول السائحين إليها، وتحقيق هدفها باجتذاب 100 مليون سائح سنوياً، بحلول عام 2030، وفق ما نشرته وكالة Bloomberg الأمريكية، الخميس 9 يونيو/حزيران 2022.
إذ قال وزير السياحة السعودي، أحمد عقيل الخطيب، إن الحكومة تقدم تلك الحوافز ضمن برنامجها لتعزيز الربط الجوي بالمملكة، وإنها تجري محادثات مع شركات الطيران بشأن الخطة، وتُبدي استعدادها لدعم أية شركة راغبة في الانضمام إلى برنامج الحكومة.
الخطيب أضاف، أن المملكة وقعت بالفعل صفقة مع شركة الطيران الوطنية السعودية لتمديد خطوطها إلى مدينة زيورخ السويسرية، وبرشلونة الإسبانية، ضمن البرنامج.
الغاية من الرحلات الجوية المباشرة
كما أوضح الوزير السعودي أن "الغاية الأساسية هي إنشاء رحلات جوية مباشرة إلى أبرز أسواقنا المستهدفة، والبرنامج سيعوِّض شركات الطيران عن خسائرها من الرحلات الجوية المباشرة إلى هذه الوجهات المهمة جداً لنا".
يأتي التمويل مباشرة من الحكومة السعودية، لكن ميزانية البرنامج لم تتضح بعد، حيث أوضح الخطيب: "علينا أن نتفاوض مع كل شركة لحساب تكاليف دعمها"، مضيفاً أن تفاصيل ميزانية البرنامج ستكون متاحة بحلول العام المقبل.
لم تبدأ السعودية في تقديم التأشيرات السياحية إلا أواخر عام 2019. ويشير برنامج دعم شركات الطيران إلى إقرار الحكومة بضيق الخيارات المتاحة للمسافرين الراغبين في الوصول إلى البلاد.
المشاركة في المخاطر المالية
من جانبه، قال خليل لمرابط، الرئيس التنفيذي لبرنامج الربط الجوي السعودي، إن "الهدف هو تحفيز شركات الطيران على تسيير رحلات جديدة من المملكة وإليها، ولذلك فإننا نشاركها المخاطر المالية لبدء تشغيل هذه الرحلات المؤهلة للاستدامة على المدى الطويل، والتوافق مع أفضل المعايير الدولية".
وتخطط الحكومة السعودية لاستثمار 147 مليون دولار في الخطط الرامية إلى تحويل البلاد إلى مركز للنقل والخدمات اللوجستية، ويشمل ذلك تطوير مطار جديد في الرياض، وإنشاء شركة طيران، وزيادة عدد وجهات الرحلات الجوية التي تخدمها البلاد من نحو 100 وجهة إلى 250 وجهة.
وتابع الخطيب: "الحكومة بدأت بتحديد الوجهات التي تفتقر المملكة إلى الربط الجوي بها، ثم طلبت من شركات الطيران تسيير رحلات مباشرة إليها"، لافتاً إلى أن "شركة النقل الجوي، التي ينوي صندوق الاستثمارات العامة السعودي إنشاءها، ستسدُّ فجوة كبيرة في عدد الخطوط الجوية المتجهة إلى السعودية".
وتسعى وزارة السياحة السعودية إلى اجتذاب 12 مليون سائح أجنبي لزيارة البلاد هذا العام، وفقاً للخطيب، موضحاً أن السياحة تسير على المسار المرجو منها للإسهام بنحو 4% من الناتج الاقتصادي، وترمي الحكومة إلى رفع حصة السياحة إلى 10% من الناتج الاقتصادي للبلاد بحلول عام 2030.