“شاحنات محمَّلة بجثث مئات الضحايا تصل أسبوعياً”! “حفار القبور” السوري يروي أمام الكونغرس فظائع جديدة للأسد

عربي بوست
تم النشر: 2022/06/09 الساعة 11:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/06/09 الساعة 11:14 بتوقيت غرينتش
مقبرة في سوريا لضحايا قصف النظام السوري على إدلب 2022 / gettyimages

تحدث شاهد سوري، يُعرف بـ"حفار القبور"، عن فظائع جديدة تكشف عن جرائم نظام بشار الأسد في البلد الذي يشهد صراعاً منذ نحو 12 سنة، وذلك خلال جلسة استماع في الكونغرس الأمريكي، الأربعاء 8 يونيو/حزيران 2022. 

وظهر حفار القبور بملابس سوداء تغطي جسده بالكامل من رأسه حتى قدميه، قائلاً إن "المقابر الجماعية المليئة بضحايا الصراع الدائر ونظام الأسد في سوريا لا تزال قيد الحفر"، حسبما نقله موقع cnn الأمريكي.

حفار القبور السوري خلال جلسة استماع في الكونغرس / تويتر
حفار القبور السوري خلال جلسة استماع في الكونغرس / تويتر

وتحدَّث الشاهد السوري أمام الكونغرس الأمريكي عبر مترجم حضر معه، عن الفظائع التي شهدها خلال عمله كواحد من العمال المدنيين في إحدى المقابر الجماعية في سوريا، بين عامي 2011 و2018.

حتى بعد تمكنه من مغادرة سوريا في 2018، قال إنه تحدث مع آخرين فروا من البلاد، وأخبروه أن المقابر الجماعية "لا تزال قيد الحفر". 

يقول "حفار القبور": "عندما يطلب النظام شيئاً ما، لن يكون بوسعك قول كلمة لا.. لم أكن مستعداً لذلك من هول واجباتي". 

وكشف عن أنه كانت تصل "3 شاحنات محملة بما يتراوح بين 300 و600 جثة لضحايا التعذيب والقصف والذبح، مرتين أسبوعياً".

وأردف قائلاً: "كذلك كانت تأتي 3 أو 4 شاحنات صغيرة تحمل 30 إلى 40 جثة لمدنيين أُعدموا في سجن صيدنايا" وهو سجن سيئ السمعة بين سجون النظام في سوريا.

صورة من قصف منازل في إدلب - الأناضول
صورة من قصف منازل في إدلب – الأناضول

قبل الحرب كان "حفار القبور" يعمل موظفاً إدارياً في بلدية دمشق، لكن في عام 2011 زار "مسؤولو مخابرات النظام" مكتبه وأمروه بالعمل معهم.

لكنه تمكن من الفرار من سوريا عام 2018، واللحاق بعائلته في أوروبا، وقد أدلى بشهادته أمام محكمة ألمانية في كوبلنز بشأن الفظائع التي شهدها خلال عمله.

كما أكد أنه لا تزال هناك مقابر جماعية يتم حفرها في سوريا إلى اليوم، استناداً إلى معلومات أشخاص عمل معهم والذين فروا مؤخراً من البلاد.

وقال "حفار القبور" عبر المترجم: "قلبي مثقل بمعرفة أن الكثيرين في هذه اللحظة بالذات يتعرضون للتعذيب اللإنساني على يد نظام الأسد".

صورة قالت
صورة قالت "نيويورك تايمز" إنه لمكان يشبته بأنه مقبرة جماعية في منطقة القطيفة بريف دمشق – نيويورك تايمز

في إحدى الحالات التي استحضرها الشاهد السوري، روى كيف شاهد رجلاً لا يزال على قيد الحياة يُرمى به نحو حفرة المقبرة الجماعية بين كومة الجثث.

هنا يضيف مختنقاً: "أحد العمال المدنيين قال وهو يبكي إنه يتعين علينا فعل شيء ما.. لكن ضابط المخابرات الذي يشرف علينا أمر سائق الجرافة بدهسه.. لم يتردد السائق، وإلا لكان التالي.. دهسه بالفعل وقتله".

أما الشق الأقسى من رواية "حفار القبور" فهو أن "الأسوأ لم يأت بعد"، حيث قال: "على الرغم من أن مئات الآلاف قد قُتلوا واختفوا بالفعل ونزح الملايين، إلا أن الأسوأ لم يأت بعد".

واستدرك مخاطباً أعضاء الكونغرس: "لكن يمكن منعه.. أرجو منكم ألا تنتظروا ثانية واحدة. أرجو منكم أن تتخذوا إجراء".

تحميل المزيد