أعلنت الجزائر، الأربعاء 8 يونيو/حزيران 2022، حظر كل الواردات من إسبانيا، وذلك بعد ساعات فقط من إعلانها التعليق بشكل فوري، لمعاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون مع مدريد، على خلفية تدهور العلاقات بين الدولتين منذ أن أعلنت الحكومة الإسبانية دعم المغرب في قضية الصحراء.
بحسب بيان جمعية المصارف الجزائرية، فإن قرار حظر الواردات سيدخل حيز التنفيذ الخميس 9 يونيو/حزيران.
في وقت سابق من اليوم، علقت الجزائر معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون التي أبرمتها مع إسبانيا قبل 20 عاماً، وألزمت الجانبين بالتعاون في السيطرة على تدفقات الهجرة، مما يزيد من تصعيد الخلاف حول موقف مدريد إزاء الصراع في الصحراء الغربية.
أوردت الخبر وسائل الإعلام الحكومية الجزائرية دون إبداء أي أسباب، لكن الجزائر سحبت في مارس/آذار 2022، سفيرها إلى إسبانيا للتشاور بسبب الخلاف المتعلق بالصحراء الغربية.
أكدت مصادر دبلوماسية إسبانية قرار الجزائر، قائلةً إن حكومة مدريد تأسف للقرار وتؤكد التزامها بمضمون ومبادئ المعاهدة.
ودعت المعاهدة المبرمة في عام 2002، الجانبين إلى "تعميق تعاونهما في السيطرة على تدفقات الهجرة ومكافحة الاتجار بالبشر"، بحسب النص المسجل في الجريدة الرسمية الإسبانية.
أزمة الصحراء
وغضبت الجزائر عندما قالت إسبانيا في مارس/آذار 2022، إنها تدعم خطة المغرب التي تمنح الحكم الذاتي للمستعمرة الإسبانية السابقة. وتدعم الجزائر جبهة البوليساريو التي تسعى إلى الاستقلال الكامل للإقليم الذي يعتبره المغرب جزءاً من أراضيه ويسيطر عليه في الغالب.
وقال مسؤول جزائري سابق لـ"رويترز"، إن الجزائر تعتقد أن الحكومة الإسبانية قررت عدم الحفاظ على العلاقات الجيدة مع الجزائر.
يشار إلى أن الجزائر مورد رئيسي للغاز لإسبانيا. وقال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في وقت سابق، إنه لن يفسخ عقد التوريد بسبب هذا الخلاف.
فيما قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، إنه لا يوجد مؤشر على حدوث تغيير. وقالت وزيرة الطاقة الإسبانية تيريزا ريبيرا، إن موقف الجزائر المتعلق بإمدادات الغاز نموذج يحتذى به.
من جانبه، قال مصدر مطلع لـ"رويترز"، إنه من المتوقع أن تراجع الجزائر أسعار أي عقد جديد للغاز مع شركات إسبانية. وأضاف المصدر نفسه، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن العقد الحالي طويل الأجل والأسعار أقل بكثير من المستوى السوقي الحالي.
ومنذ تجدد الصراع حول الصحراء الغربية مرة أخرى في عام 2020، بعد ما يقرب من ثلاثة عقود من وقف إطلاق النار، تدهورت العلاقات بين الجزائر والمغرب بشكل حاد.
حيث أنهى التحول في موقف مدريد إزاء الصراع في الصحراء الغربية، ليصبح أكثر قرباً من الموقف المغربي، خلافاً بين مدريد والرباط في العام الماضي حول الإقليم المتنازع عليه وقضية الهجرة.