كشف خبراء عن إمكانية انتقال مرض جدري القرود عبر الهواء، وقدمت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إرشاداتها الأسبوع الماضي للمسافرين الراغبين في حماية أنفسهم من جدري القرود، وطالبتهم بارتداء الكمامة.
صحيفة The New York Times الأمريكية قالت، في تقرير لها الثلاثاء 7 يونيو/حزيران 2022، إنه كان من ضمن هذه الإرشادات التي وضعتها مراكز السيطرة على الأمراض: "ضع كمامة؛ لأن وضع الكمامة يسهم في حمايتك من أمراض عديدة من ضمنها جدري القرود"، قبل أن يتم حذفه مساء يوم الإثنين 6 يونيو/حزيران.
إذ قال المركز يوم الثلاثاء 7 يونيو/حزيران: "حذفنا إرشاد الكمامة من الإشعار الصحي الخاص بالسفر لجدري القرود؛ لأنه تسبَّب في حدوث ارتباك".
نصائح لمخالطي مرضى جدري القرود
على أن المركز نصح "المخالطين في المنزل والعاملين في الرعاية الصحية" في البلدان التي ينتشر بها جدري القرود، بارتداء الكمامات. وينطبق هذا الإرشاد أيضاً على "الأشخاص الآخرين الذين خالطوا شخصاً تأكدت إصابته بجدري القرود".
هذا التغيير يشير إلى جانب لم يخضع لمناقشة كافية عن تفشِّي الجدري الحالي: وهو أن الفيروس قد ينتقل جواً، على الأقل لمسافات قصيرة. وقال خبراء في مقابلات إنه وإن كان انتقال العدوى عن طريق الجو ليس سوى عامل محدود في انتشاره الكلي، فلا توجد تقديرات مؤكدة لمدى مساهمته.
فيما يزعم العلماء أن سلوك جدري القرود يشبه إلى حد كبير سلوك الجدري العادي. وتحدث الدكتور دونالد ميلتون، خبير الفيروسات في جامعة ماريلاند، في مراجعة لعام 2012 عن عدة حالات لانتقال العدوى عبر الهواء.
حيث كتب أنه كان التفسير الوحيد المقبول أثناء تفشّ لمرض الجدري عام 1947 في نيويورك، حين نقل أحد المرضى العدوى لآخر على بُعد سبعة طوابق أخرى في المستشفى، وعام 1970، حين نقل مريضٌ العدوى لعدة أشخاص آخرين في ثلاثة طوابق بمستشفى في ميشيد بألمانيا، بمساعدة التيارات الهوائية في المبنى.
كما لاحظ علماء كانوا يدرسون تفشياً للجدري عام 2017 في نيجيريا حالات عدوى داخل أحد السجون، وسجلوا إصابة عاملين في مجال الرعاية الصحية لم يخالطوا المرضى مباشرة.
طرق انتقال المرض "غير دقيقة"
في مؤتمر علمي نظمته منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي، ناقش العديد من الباحثين الكثير من الأمور المجهولة عن جدري القرود، مثل الطريقة الرئيسية التي ينتقل بها.
إذ قالت نانسي سوليفان، الباحثة في المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، في المؤتمر: "المسار الحقيقي أو المهيمن لانتقاله شديد الغموض، ويمكن دراسته في بعض النماذج الحيوانية. وربما يتطلب ذلك إجراء بعض الأبحاث المختبرية".
على أنه في الإحاطات الصحفية وأمام عامة الناس، لم يتطرق مسؤولو الصحة صراحة إلى إمكانية انتقال الإصابة عن طريق الجو أو إلى استخدام الكمامات للحماية منها.
كما شددوا في مقابلات على دور الرذاذ المتطاير بكميات كبيرة من الجهاز التنفسي للمرضى المصابين الذي يستقر على الأشياء أو الأشخاص.
تقول أندريا ماكولوم، الخبيرة الرائدة في محاربة هذا الفيروس في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، إن الإصابة بجدري القرود تقتضي "مخالطة قريبة ولفترة طويلة".