يشعر أكثر من نصف المسلمين البريطانيين أن معيشتهم قد تحسَّنت على مدى السنوات الخمس الماضية، مستدلين على ذلك بزيادة فرص العمل المتاحة لهم، وتنامي مشاركة البارزين منهم في الحياة العامة، وتزايد قبولهم في المجتمع بوجه عام، حسب ما نشرته صحيفة The Times الثلاثاء 7 يونيو/حزيران 2022.
جاءت تلك النتائج في دراسة استقصائية شملت 1503 مسلمين بريطانيين، وأشرفت عليها شركة Savanta ComRes المتخصصة في أبحاث السوق والرأي العام.
وخلُصت الدراسة، بناء على آراء المشاركين، إلى أن معيشة المسلمين في بريطانيا قد تحسَّنت في 10 من أصل 12 معياراً من معايير القياس، وإن قال المشاركون أيضاً إن التمييز في أماكن العمل قد تفاقم سوءاً.
عدد المسلمين
ويعيش في بريطانيا 3.3 مليون مسلم، ويكوِّن المسلمون نحو 5% من سكان البلاد. وقال أكثر من ثلثي المشاركين (68%) في الاستقصاء إنهم يرون أن "مشاركة المسلمين في المجتمع" قد زادت منذ عام 2017، في حين يرى 8% من المشاركين أن مشاركة المسلمين قد تراجعت.
بينما قال 58% إنهم شهدوا زيادة في النماذج البارزة بين المسلمين ممن يمكن أن يقتدي بها الشباب المسلمون البريطانيون، بينما ذهب 14% من المشاركين إلى أن العدد قلَّ عن ذي قبل. أمَّا بين الشباب المسلمين، فقد أشار 69% من المشاركين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً، إلى زيادة في عدد "الشخصيات البارزة بين مسلمي بريطانيا ممن يتطلعون إليها ويقتدون بها".
أجرى الاستطلاع موقع Hyphen، وهي مجلة إلكترونية جديدة ترتكز إلى "منظور معني بشؤون المسلمين" في متابعة الأخبار والفنون والثقافة في جميع أنحاء أوروبا.
الشخصيات المسلمة البارزة زاد تنوّعها
من جانبه، قال الصحفي برهان وزير، المؤسس المشارك للمجلة، إن قائمة النماذج والشخصيات المسلمة البارزة زاد تنوعها، فقد شملت شخصيات مثل: ريز أحمد، الممثل الحائز على جائزة الأوسكار، ونادية حسين، مقدمة برامج الطهي التلفزيونية، وصادق خان، عمدة لندن، ونورين خان، مقدمة البرامج على شبكة BBC، وأمير خان، الملاكم الذي أعلن تقاعده الشهر الماضي.
بالإضافة إلى هؤلاء، تضم قائمة الشخصيات المسلمة البارزة في بريطانيا أيضاً: محمد صلاح ورياض محرز، لاعبي كرة القدم، ومحمد فرح، العداء الأوليمبي، وسعيدة وارثي، الوزيرة السابقة في الحكومة البريطانية.
زيادة المنتجات المصممة للمسلمين
كما أقر 59% من المشاركين بأن هناك ارتفاعاً في عدد الشركات التي بدأت تزيد من المنتجات والخدمات المصممة للمستهلكين المسلمين. وذهب 53% إلى أن "قبول المسلمين في بريطانيا" قد تحسَّن خلال السنوات الخمس الماضية، بينما ذهب 19% إلى خلاف ذلك.
وقال 46% من المشاركين إنهم يشعرون بقدرٍ من التحسن في وصول المسلمين إلى "وظائف ذات رواتب أعلى"، مقابل 17% قالوا إن الأمر قد ساء. أمَّا عن "الفرص المتاحة لنجاح المسلمين في بريطانيا"، فقد قال 44% من المشاركين إنها شهدت تحسناً، وقال 19% منهم إنها شهدت تدهوراً عن ذي قبل.
في المقابل، يرى 46% من المشاركين أن الإسلاموفوبيا تنامت في أماكن العمل، في حين رأى 21% من المشاركين أنها قلَّت، وقال ما يقرب من 70% إنهم تعرضوا لنوع من أنواع التمييز العنصري في أماكن العمل.
وقال برهان وزير، من المجلة التي أجرت الاستطلاع، إن 57% من المشاركين اتفقوا على أن "الشباب المسلمين الذين ينشأون في بريطانيا سيكونون أنجح من آبائهم". ومع ذلك، قال وزير إنه فوجئ بكثرة الموظفين المسلمين ممن عانوا التمييز في أماكن العمل، وأشار إلى أن هناك كثيراً من الإسلاموفوبيا "غير الرسمية" و"العفوية غير المنظمة" في بريطانيا.