أظهرت نتائج استطلاع للرأي، أن 7 من كل 10 مسلمين في بريطانيا، يتعرضون لممارسات "الإسلاموفوبيا" في أماكن عملهم، وذلك على الرغم من حدوث زيادة في اندماج المسلمين بالمجتمع في المملكة.
أجرى استطلاع الرأي موقع "Hyphen"، الذي يركز على قضايا المسلمين في بريطانيا وأوروبا، في الفترة بين 22 أبريل/نيسان 2022، و10 مايو/أيار 2022، وشارك فيه 1503 مسلمين، 700 منهم تراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً.
سلط الاستطلاع الضوء على اندماج المسلمين مع باقي فئات المجتمع، وممارسات الإسلاموفوبيا التي يتعرضون لها في أماكن عملهم.
أقر 7 من كل 10 مسلمين من المشاركين في استطلاع الرأي، بتعرضهم لممارسات الإسلاموفوبيا في الأماكن التي يعملون بها، وأظهرت النتائج أن المسلمين من أصحاب البشرة السوداء، كانوا أكثر عرضة لهذه الممارسات.
كذلك تعرض 44% من المسلمين في بريطانيا لممارسات الإسلاموفوبيا خلال تواصلهم مع العملاء أو مع أشخاص في الخارج، فيما تعرض 42% منهم لهذا الأمر خلال الفعاليات الاجتماعية.
أما من تعرضوا لهذا النوع من الممارسات خلال حصولهم على ترقيات في العمل، فقد بلغت نسبتهم 40%.
في المقابل، أشارت نتائج استطلاع الرأي نفسه، إلى زيادة اندماج المسلمين في المجتمع البريطاني، رغم التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهونها.
والإسلاموفوبيا مصطلح إنجليزي يتكون من كلمتين: "الإسلام"، و"فوبيا" التي تعني "رهاباً" أو "خوفاً"، والمصطلح يعني "رُهاب الإسلام"، أو "الخوف المرَضي من الإسلام"، وهو يوحي بالتحامل على الإسلام وكراهيته، وكراهية المسلمين والخوف منهم، واتخاذ كون المرء مسلماً أو مسلمة سبباً كافياً للاعتداء عليه.
يرجع ظهور المصطلح للمرة الأولى إلى عام 1997، عندما استخدمته جهة بحثية يسارية بريطانية تسمى "رينميد ترست"، لإدانة تنامي مشاعر الكراهية والخوف من الإسلام والمسلمين، في دراسة بحثيةٍ هدفها تسليط الضوء على الظاهرة، بعنوان "الإسلاموفوبيا.. تحدٍّ لنا جميعاً".
تفاقمت الإسلاموفوبيا في الغرب وحول العالم بعد أحداث سبتمبر/أيلول 2001 الإرهابية في الولايات المتحدة الأمريكية، وشهدت بريطانيا ارتفاعاً في مشاعر الإسلاموفوبيا بمعدل مزعج، وصلت إلى حد إطلاق واحدة من أبرز الساسة المسلمين في بريطانيا، ورئيسة سابقة للحزب المحافظ، وهي "سيدة وارسي"، صرخة تحذير.
ففي عام 2011 دقت وارسي ناقوس الخطر، حين قالت إن العنصرية ضد المسلمين أصبحت عادية، لدرجة أنها صارت "مقبولة اجتماعياً"، لكن لسوء حظها هي والمجتمع المسلم في بريطانيا، تدهور الوضع من سيئ لأسوأ، بحسب تقرير لمجلة Foreign Policy الأمريكية.
يُشار إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت قراراً يحدد يوم 15 مارس/آذار من كل سنة يوماً عالمياً لمكافحة الإسلاموفوبيا، وفق ما ذكرته وكالة "أسوشيتد برس"، الثلاثاء 15 مارس/آذار 2022.
طالب القرار جميع الدول، وهيئات الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية والإقليمية، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص، والمنظمات الدينية، "بتنظيم ودعم مختلف الأحداث البارزة التي تهدف إلى زيادة الوعي بشكل فعال، على جميع المستويات، حول الحد من معاداة الإسلام"، ومراقبة اليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا.