تستعد الصين لإطلاق حاملة الطائرات الثالثة والأكثر تقدماً؛ ما يمثل قفزة كبيرة إلى الأمام في قوتها البحرية؛ إذ أظهرت صور الأقمار الصناعية لحوض بناء السفن في جيانغنان في شنغهاي أنَّ الحاملة المُصمَّمة بالعديد من الإنجازات التكنولوجية، الموجودة في حاملات الطائرات الجديدة من طراز "جيرالد آر فورد"، التابعة للبحرية الأمريكية، يجري إعدادها لحفل إطلاق متوقع في الأيام القليلة المقبلة، وفقاً لما نشرته صحيفة The Times البريطانية.
على عكس جميع الحاملات الأمريكية الـ11، لا تعمل السفينة الحربية الصينية "تايب 003" بالطاقة النووية، لكن التقدم التكنولوجي يشمل نظام القذف الكهرومغناطيسي الذي سيُمكِّن بحرية جيش التحرير الشعبي الصيني من إطلاق طائرات ذات أجنحة ثابتة بأحمال قنابل أثقل، ومزيد من الوقود لعمليات أطول مدى.
ويراقب البنتاغون عن كثب بناء الصين سريع التطور لناقلات السفن الحربية وغيرها من السفن الحربية القتالية الأساسية، التي تزيد من المخاوف بشأن طموحات بكين للهيمنة البحرية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
ووفقاً لتقديرات البنتاغون، لن تُشغِل الصين السفينة "تايب 003" حتى عام 2024. لكن بدأ العمل بالفعل على ناقلة رابعة ستشبه إلى حد كبير الجيل الجديد من سفن "جيرالد آر فورد" الأمريكية. ومن المتوقع أنَّ الحاملة الرابعة ستعمل بالطاقة النووية، وحمولة ما بين 90 ألف و100 ألف طن. بينما تبلغ حمولة حاملات فئة فورد نحو 100 ألف طن.
كما تحتوي "تايب 003" على سطح طيران على مساحة 316 متراً، بحمولة نحو 100 ألف طن، وستكون أحدث حاملة بحرية صينية، التي لم يُكشَف عن اسمها حتى الآن، أكبر وأكثر فاعلية من أي من الناقلتين الحاليتين، "لياونينغ" و"شاندونغ"، وكلتاهما بطول 303 أمتار تقريباً بحمولة نحو 65 ألف إلى 70 ألف طن.
وكان إطلاق حاملة الطائرات الثالثة في الصين متوقعاً لبعض الوقت، لكن جائحة "كوفيد 19" وعمليات الإغلاق واسعة النطاق تسببت في حدوث تأخيرات، وتأكدت أهمية برنامج الحاملات الصينية المزدهر لبكين في مارس/آذار عندما مرت شاندونغ عبر مضيق تايوان قبل ساعات من مكالمة هاتفية بين الرئيسين الأمريكي بايدن والصيني شي.
كان تصميم تايوان وبكين على الاستحواذ على الجزيرة، سواء عن طريق الدبلوماسية أم القوة، قضية رئيسة في المحادثة. وأعلن بايدن أنَّ الولايات المتحدة ستهب لمساعدة تايوان في حالة حدوث غزو من البر الرئيس للصين.
فيما يرى الزعيم الصيني أنَّ قوة من حاملات طائرات مطابقة لتلك المملوكة للولايات المتحدة جزءٌ حاسم من طموحه لتحويل الصين إلى قوة عسكرية عظمى بحلول عام 2049. وبحلول ذلك الوقت، يمكن أن يكون لدى البحرية الصينية ما يصل إلى 10 حاملات.
وتمتلك الصين بالفعل أكبر قوة بحرية في العالم مع 355 سفينة، مقارنة بالبحرية الأمريكية التي تمتلك 290 سفينة. لكن مع 11 حاملة و92 طراداً ومدمرة و14 غواصة للصواريخ الباليستية و53 غواصة هجومية، تمتلك الولايات المتحدة سفناً حربية أكبر وأكثر تسليحاً.
في وقت سابق من هذا الشهر، أجرت الصين أيضاً سلسلة من التدريبات القتالية في البحار المحيطة بتايوان في عرض لقوتها العسكرية، فيما بدا أنه تحذير لحلفاء تايوان الأجانب من أنَّ لديها القدرة على تطويق الجزيرة تماماً.