اتفقت الحكومة الألمانية والمعارضة في البلاد، الأحد 29 مايو/أيار 2022، على تخصيص 100 مليار يورو لتحديث الجيش الألماني في وجه التهديد الروسي، وسط توتر كبير بالعلاقات بين برلين وموسكو؛ بسبب الحرب التي تشنها الأخيرة على أوكرانيا.
الاتفاق نص على إنشاء صندوق خاص للمشتريات العسكرية؛ ما يتيح لبرلين أيضاً تحقيق هدف حلف شمال الأطلسي (الناتو)، المتمثل في إنفاق كل دولة عضو 2% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
أُنجز الاتفاق الذي يتضمن أيضاً تعديلات دستورية، بعد أسابيع من المفاوضات الصعبة بين الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحاكم والمحافظين، بقيادة المستشارة السابقة أنجيلا ميركل، وفق ما قاله ممثلون عن الأحزاب.
سيتم تمويل الصندوق الاستثنائي من خلال ديون إضافية؛ لذلك كان من الضروري الالتفاف على قانون "كبح الديون" المنصوص عليه في الدستور، والذي يحد من الاقتراض الحكومي.
لهذا السبب احتاجت الحكومة إلى دعم المعارضة المحافظة؛ للحصول على غالبية الثلثين المطلوبة في البرلمان لإقرار تعديل دستوري يتعلق بالميزانية العامة، وسيتم دفع الـ100 مليار يورو لصندوق خاص خارج الميزانية العامة.
يعد الإفراج عن الأموال لتسليح الجيش تغيّراً كبيراً في سياسة ألمانيا، التي قلصت حجم جيشها بشكل كبير منذ انتهاء الحرب الباردة، من نحو 500 ألف جندي عام 1990 إلى 200 ألف اليوم.
يُشير تقرير نُشر في ديسمبر/كانون الأول 2021 إلى أن أقل من 30% من السفن الحربية الألمانية "تعمل بكامل طاقتها"، بينما العديد من الطائرات المقاتلة غير صالحة للطيران.
لكن حرب أوكرانيا أيقظت الاهتمام بالقوات المسلحة في ألمانيا الجانحة نحو السلام منذ فظائع الحقبة النازية.
يُذكر أن مستشار ألمانيا أولاف شولتس قد تعهد بعد ثلاثة أيام من الحرب الروسية على أوكرانيا، في فبراير/شباط 2022، برصد ميزانية خاصة بـ100 مليار يورو لإعادة تسليح الجيش الألماني، وتحديث معداته خلال السنوات القليلة المقبلة.
سبق أن تعرض شولتس لانتقادات منذ بدء الحرب على أوكرانيا، واتُهم بأن دعمه لكييف كان خجولاً، وأنه لم يتخذ إجراءات ملموسة كافية فيما يتعلق بتسليم أسلحة للجيش الأوكراني.
يأتي هذا بينما تواصل روسيا، منذ 24 فبراير/شباط الماضي، شن عملية عسكرية داخل جارتها أوكرانيا؛ ما خلّف أزمة إنسانية وأضر بشدة بقطاعي الغذاء والطاقة على مستوى العالم.
تقول موسكو إن خطط أوكرانيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) تمثل تهديداً للأمن القومي الروسي، وتدعوها إلى الحياد، وهو ما تعتبره كييف تدخلاً في سيادتها.