نظم مئات الليتوانيين يوم السبت 28 مايو/أيار 2022 حملة لشراء طائرة مسيرة عسكرية متقدمة لأوكرانيا لاستخدامها في الحرب ضد روسيا، في لفتة تستهدف إظهار التضامن مع دولة أخرى كانت تحت حكم موسكو سابقاً.
حيث ذكرت محطة لايسفيس التلفزيونية الإلكترونية التي أطلقت هذه الحملة أنه تم جمع المبلغ المستهدف وهو خمسة ملايين يورو (4.7 مليون دولار) في ثلاثة أيام ونصف فقط لشراء الطائرة تركية الصنع وهي من طراز بيرقدار تي بي يو، وذلك إلى حد كبير عبر مبالغ صغيرة.
تبرعات لشراء طائرة لأوكرانيا
في حين قالت أجني بليكايت (32 عاماً) التي أرسلت 100 يورو بمجرد بدء حملة التبرع يوم الأربعاء: "قبل أن تبدأ هذه الحرب لم يكن أحد منا يعتقد أننا سنشتري أسلحة. لكن هذا أمر طبيعي الآن. يجب القيام بشيء ما لكي يتحسن العالم".
قالت لرويترز: "أتبرع لشراء أسلحة لأوكرانيا منذ فترة. وسأفعل ذلك حتى النصر". وأضافت أن ما دفعها إلى ذلك إلى حد ما خوفها من احتمال أن تهاجم روسيا ليتوانيا أيضاً.
فيما أثبتت الطائرات المسيرة فاعليتها في السنوات الأخيرة ضد القوات الروسية وحلفائها في صراعي سوريا وليبيا، وتقوم وزارة الدفاع الليتوانية بتنسيق عملية شراء الطائرة المسيرة، وقالت لرويترز إنها تنوي توقيع خطاب نوايا لشرائها من تركيا هذا الأسبوع.
شراء 20 طائرة مسيرة
في سياق ذي صلة اشترت أوكرانيا أكثر من 20 طائرة مسيرة من طراز بيرقدار تي بي 2 من شركة بايكار التركية في السنوات الأخيرة، وطلبت 16 طائرة أخرى في 27 يناير /كانون الثاني 2022. وتم تسليم هذه الدفعة في أوائل مارس/آذار2022.
من جانبه، قال بيشتا بيترو سفير أوكرانيا في ليتوانيا لقناة لايسفيس: "هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي يجمع فيها مواطنون عاديون أموالاً لشراء شيء مثل بيرقدار. إنه أمر غير مسبوق ولا يصدق".
يذكر أن معظم الأسلحة الثقيلة التي أرسلتها دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي إلى أوكرانيا حتى الآن أسلحة من العصر السوفييتي موجودة في مخازن دول أوروبا الشرقية الأعضاء في الحلف، لكن بعض الدول بدأت في الآونة الأخيرة تزويد أوكرانيا بمدافع الهاوتزر المصنوعة في الغرب.
فيما قالت بليكايت: "في حين تواصل حكومات الدول الكبرى في العالم التشاور بلا نهاية.. يتجمع الشعب الليتواني معاً ببساطة لجمع الخمسة ملايين يورو لشراء الطائرة المسيرة، وهي رسالة مؤثرة إلى العالم".
عدم الوثوق في أي اتفاق مع روسيا
تزامن ذلك مع ما قاله مستشار الرئيس والمفاوض الأوكراني ميخائيلو بودولياك السبت، إنه لا يمكن الوثوق في أي اتفاق مع روسيا، مضيفاً أن القوة وحدها هي التي يمكنها وقف الغزو الروسي.
حيث كتب في رسالة على تطبيق تليغرام: "أي اتفاق مع روسيا لا يساوي شيئاً. هل يمكن التفاوض مع بلد يكذب دائماً باستخفاف وبأسلوب دعائي؟".
في سياق ذي صلة فقد تبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهام بالمسؤولية عن تعثر محادثات السلام. وكانت آخر جولة مفاوضات مباشرة معروفة بين الجانبين في 29 مارس/آذار 2022. وقال الكرملين في وقت سابق من شهر مايو/أيار 2022 إن أوكرانيا لا تظهر أي رغبة في مواصلة محادثات السلام، في حين اتهم مسؤولون في كييف روسيا بالمسؤولية عن عدم إحراز تقدم.
في حين قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الشخص الوحيد الذي يستحق التحدث إليه هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأنه الذي يتخذ جميع القرارات.
كما أضاف للتلفزيون الهولندي في مقابلة يوم الجمعة: "لا يهم ما يقوله وزير خارجيتهم. لا يهم أنه يرسل لنا مجموعة للتفاوض.. للأسف كل هؤلاء بدون صلاحيات".