معارك ضارية في شرق أوكرانيا.. مدن تتعرض لقصف متواصل ومساعٍ لحل أزمة تصدير الحبوب

عربي بوست
تم النشر: 2022/05/29 الساعة 07:26 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/05/29 الساعة 07:26 بتوقيت غرينتش
أحدى الدبابات الروسية في أوكرانيا/Getty Images

تدور معارك ضارية في شرق أوكرانيا للسيطرة على منطقة دونباس، حيث تهدد القوات الروسية مدينة سيفيرودونيتسك التي تتعرض لقصف متواصل، بعد إعلان موسكو السيطرة على بلدة ليمان الاستراتيجية، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية، الأحد 29 مايو/أيار 2022.

بعد أكثر من ثلاثة أشهر على بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتس، من الرئيس الروسي خلال مكالمة هاتفية، السبت، الدخول في "مفاوضات مباشرة جدية" مع نظيره الأوكراني.

إضافة إلى حثه على إطلاق سراح 2500 مقاتل أوكراني، كانوا متحصنين في مجمع آزوفستال الصناعي في ماريوبول (جنوب شرق)، وسلموا أنفسهم إلى القوات الروسية.

من جهته، أكد بوتين، بحسب ما أفاد به الكرملين، أن روسيا تبقى "منفتحة على استئناف الحوار" مع كييف لتسوية النزاع المسلح، في حين أن مفاوضات السلام مع أوكرانيا متوقفة منذ مارس/آذار.

حصار القوات الروسية لمنطقة "دونباس"

على الصعيد العسكري، تشدد القوات الروسية الطوق على منطقة دونباس، ولا سيما حول سيفيرودونيتسك، حيث "شن العدو عمليات هجومية" وفق ما جاء في تقرير صدر الأحد عن رئاسة أركان الجيش الأوكراني.

إذ أعلن حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي، مساء السبت، أن "روسيا تستخدم كل وسائلها للسيطرة على سيفيرودونيتسك أو منع أي تواصل بين المنطقة وأوكرانيا".

كما أقر بأن "الأسبوع المقبل سيكون صعباً جداً"، لكنه اعتبر أن القوات الروسية "لن تتمكن من تحقيق كل ما تخطط له في مستقبل قريب".

من جانبه، أكد رئيس بلدية سيفيرودونيتسك أولكسندر ستريوك، أن "الروس استقدموا وسائل كثيرة لاقتحام المدينة، لكن لا يمكنهم القيام بذلك حتى الآن"، مضيفاً: "نعتقد أن المدينة ستقاوم". وأشار إلى تفاقم الوضع الصحي في المدينة التي كان يسكنها مئة ألف نسمة قبل الحرب.

كما كتب على تلغرام أن "القصف المتواصل" يجعل من الصعب إيصال إمدادات إلى المدينة، ولا سيما مياه الشرب، في حين أن الكهرباء مقطوعة عنها منذ أكثر من أسبوعين، مضيفاً أن "مركز المساعدة الإنسانية" فيها علق نشاطه.

دمار هائل وخسائر فادحة في أوكرانيا

كان سيرغي غايداي أفاد في وقت سابق أن "الجيش الروسي ببساطة يدمّر المدينة"، مشيراً إلى أنه دخل ضواحي المدينة، حيث تكبد "خسائر فادحة"، فيما تواصل القوات الأوكرانية محاولاتها لطرد الروس.

جاء ذلك رداً على مسؤول في شرطة "جمهورية" لوغانسك الانفصالية الموالية لروسيا، أعلن في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الروسيّة ريا نوفوستي، الجمعة، أن "مدينة سيفيرودونتسك محاصرة حالياً"، والقوات الأوكرانية مطوقة فيها.

كذلك أعلن زعيم جمهورية الشيشان الروسية رمضان قديروف، مساء السبت، على تلغرام أن "سيفيرودونيتسك تحت سيطرتنا التامة… تم تحرير المدينة".

في غرب أوكرانيا، أكدت وزارة الدفاع الروسيّة، السبت، السيطرة على بلدة ليمان، التي تشكّل معبراً نحو مدينتي سلوفيانسك وكراماتورسك الكبريين في دونباس، بعدما أعلن الانفصاليون الموالون لموسكو الجمعة "السيطرة التامة" على ليمان، "بدعم" من القوات الروسية.

فيما كان زيلينسكي أقر الجمعة، 27 مايو/أيار، بأن "الوضع في هذه المنطقة من دونباس صعب جداً"، في ظل القصف المدفعي والصاروخي المركز عليها، لكنه أضاف "إذا كان المحتلون يعتقدون أن ليمان وسيفيرودونيتسك ستصبحان لهم فهم مخطئون، دونباس ستكون أوكرانية".

بعد فشل هجومها على كييف وخاركيف (شمال شرق) في بداية الحرب، ركزت القوات الروسية هجومها على شرق أوكرانيا، بهدف معلن، هو السيطرة على حوض دونباس الغني بالمناجم، والخاضع جزئياً منذ 2014 لسيطرة الانفصاليين المدعومين من موسكو.

البحث عن حلول لأزمة تصدير الحبوب

في وقت تبدو أوكرانيا غير قادرة حالياً على تصدير حبوبها بسبب الحصار المفروض على موانئها، أكد بوتين خلال اتصاله مع ماكرون وشولتس استعداد بلاده للمساعدة في تصدير الحبوب من أوكرانيا "بلا قيود".

حيث أفاد الكرملين في بيان صدر في ختام المكالمة، أن "روسيا مستعدة للمساعدة في إيجاد حلول من أجل تصدير الحبوب بلا قيود، بما في ذلك الحبوب الأوكرانية الآتية من المرافئ الواقعة على البحر الأسود".

كما قال بوتين إن الصعوبات المتصلة بالإمدادات الغذائية سببها "سياسة اقتصادية ومالية مغلوطة من جانب الدول الغربية، إضافة إلى العقوبات على روسيا".

في ماريوبول التي تعرضت للقصف الروسي على مدى ثلاثة أشهر ودمرت بالكامل قبل أن تسقط، الأسبوع الماضي، أعلنت وكالة الأنباء الروسيّة "تاس"، السبت، نقلاً عن هيئة إدارة الموانئ الموالية لروسيا دخول أول سفينة شحن إلى ميناء المدينة الواقعة في جنوب شرق أوكرانيا.

حيث علّقت البحرية الأوكرانية على فيسبوك واصفة الإعلان بأنه "تلاعب"، لأن مجموعات السفن الروسية "تواصل منع الملاحة المدنية في مياه البحر الأسود وبحر آزوف، متجاهلة قوانين الملاحة الدولية".

تحميل المزيد