قالت كييف، الجمعة 27 مايو/أيار 2022، إن قواتها قد تضطر للانسحاب من آخر جيب تقاوم فيه قوات أوكرانية في لوغانسك لتجنب الأسر، وذلك بالتزامن مع التقدم السريع الذي تحققه القوات الروسية في شرق أوكرانيا، في تغير كبير في تطورات الحرب الدائرة منذ ثلاثة أشهر.
هذا الانسحاب الأوكراني المُحتمل سيُقرب الرئيس فلاديمير بوتين من هدفه المعلن، المتمثل في السيطرة على منطقتي دونيتسك ولوغانسك في شرق أوكرانيا بالكامل، وحققت القوات الروسية مكاسب ميدانية في المنطقتين اللتين تكوّنان معاً حوض دونباس، بينما قصفت مدناً وبلدات وحولتها لأنقاض.
سيرهي جايداي، حاكم منطقة لوغانسك، قال إن القوات الروسية دخلت سيفيرودونتسك، أكبر مدينة تسيطر عليها أوكرانيا في منطقة دونباس الشرقية، بعد محاولة مستمرة منذ أيام لمحاصرة القوات الأوكرانية في سيفيرودونتسك، التي قال جايداي سابقاً إن 90% من مبانيها تعرضت للدمار.
أضاف جايداي عبر تطبيق "تليغرام": "لن يتمكن الروس من السيطرة على منطقة لوغانسك في الأيام المقبلة كما توقّع المحللون"، في إشارة إلى سيفيرودونتسك وليسيتشانسك الواقعتين على الجانب الآخر من نهر سفريسكي دونيتس.
لكن جايداي أشار إلى أنه من "الممكن" أن تتراجع القوات الأوكرانية حتى تتجنب تطويقها من قبل القوات الروسية، موضحاً أنهم لديهم ما يكفي من الموارد للدفاع عن أنفسهم.
من جانبهم، قال الانفصاليون الموالون لروسيا، إنهم يسيطرون الآن على "ليمان"، وهي مركز رئيسي للسكك الحديدية إلى الغرب من سيفيرودونتسك.
بدورهم، قال مسؤولون أوكرانيون إن روسيا سيطرت على معظم المدينة، لكنهم أضافوا أن القوات الأوكرانية تعرقل التقدم إلى سلوفيانسك، وهي مدينة تبعد نصف ساعة بالسيارة عن "ليمان"، صوب الجنوب الغربي.
"ثمن باهظ للتقدم"
في سياق متصل، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الجمعة 27 مايو/أيار 2022، لتلفزيون بلومبرغ، إن بوتين "يواصل التقدم في دونباس بثمن باهظ عليه وعلى الجيش الروسي".
وزارة الدفاع البريطانية أشارت من جانبها إلى أن القوات البرية الروسية بسطت سيطرتها على عدة قرى شمال غربي "بوباسنا"، التي أصبحت أرضاً قاحلة محترقة.
يأتي التقدم الروسي في الشرق في أعقاب هجوم أوكراني مضاد، دفع قوات بوتين للتراجع بعيداً عن خاركيف هذا الشهر، لكن موسكو منعت القوات الأوكرانية من مهاجمة الصفوف الخلفية من خطوط الإمداد الروسية لدونباس.
أما في الجنوب، حيث سيطرت موسكو أيضاً على مساحات من الأراضي منذ بدء الهجوم على أوكرانيا، فيعتقد مسؤولون أوكرانيون أن روسيا تهدف إلى فرض حكم دائم.
على الصعيد الدبلوماسي، قال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي، إن اتفاقاً قد يتم التوصل إليه، الأحد 29 مايو/أيار 2022، لحظر شحنات النفط الروسي عبر البحر، التي تشكل نحو 75% من إمدادات التكتل الأوروبي، لكن ليس عبر خطوط الأنابيب، وهو حل وسط لإقناع المجر وبدء جولة جديدة من العقوبات على روسيا.
يأتي هذا بينما انتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في خطاب ألقاه الليلة الماضية، الاتحاد الأوروبي، بسبب تردّده في فرض حظر على واردات الطاقة الروسية، قائلاً إن الاتحاد يمول جهود موسكو الحربية بمليار يورو يومياً.
أضاف زيلينسكي أن "كل يوم من المماطلة أو الضعف أو النزاعات المختلفة أو الاقتراحات لتهدئة المعتدي على حساب الضحية، يعني فقط مقتل المزيد من الأوكرانيين".
يُشار إلى أن الهجوم الروسي على أوكرانيا دفع أمريكا ودولاً أوروبية لفرض عقوبات واسعة على موسكو.