شدد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الجمعة 28 مايو/أيار 2022 على ضرورة استكمال التحقيق بشأن مقتل الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة.
فيما تعقب تصريحات المسؤول الأمريكي إعلان رسمي للسلطة الفلسطينية تتهم من خلاله إسرائيل بالضلوع في الحادث، واستبعاد النائب الفلسطيني العام وجود أي مسلحين فلسطينيين حين وقوع الجريمة.
التحقيق في مقتل شيرين أبو عاقلة
أنتوني بلينكن أكد لنظيره الإسرائيلي يائير لابيد أهمية الانتهاء من التحقيق الذي تجريه إسرائيل في مقتل صحفية قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، وذلك وفق تقرير نشرته وكالة فرانس برس يوم السبت 28 مايو/أيار 2022 وذلك حسب بيان لوزارة الخارجية الأمريكية.
في سياق ذي صلة فقد سبق أن قالت السلطة الفلسطينية الخميس، إن التحقيق في مقتل صحفية الجزيرة المخضرمة شيرين أبو عاقلة أظهر أن جندياً إسرائيلياً أطلق عليها النار في عملية "قتل عمد".
في حين نفت إسرائيل الاتهام وقالت إنها تواصل إجراء تحقيقها الخاص في مقتل أبو عاقلة في 11 مايو/أيار 2022 أثناء تغطيتها مداهمة ينفذها الجيش الإسرائيلي في جنين بالضفة الغربية المحتلة.
حيث قال الجيش الإسرائيلي من قبل إنها ربما قتلت عرضاً من جندي إسرائيلي أو من مسلح فلسطيني في تبادل لإطلاق النار.
فيما قال النائب العام الفلسطيني أكرم الخطيب الخميس، للصحفيين إن التحقيق أظهر عدم وجود أي مسلحين على مقربة من مكان مقتلها، وقال الخطيب: "وقت ومكان قوع الجريمة لم يكن هناك أي مواجهات مسلحة أو مظاهر لاشتباك مسلح مع القوات الاحتلالية المتمركزة أو حتى إلقاء حجارة تجاه تلك القوة؛ مما يؤكد أن مصدر إطلاق النار الوحيد في المكان كان من قبل قوات الاحتلال وبهدف القتل".
إحالة ملف شيرين أبو عاقلة للجنائية
أضاف الخطيب أن أبو عاقلة، التي كانت ترتدي خوذة وسترة واقية كتب عليها بوضوح كلمة "صحافة"، حاولت الفرار مع بعض زملائها بعد انطلاق أول أعيرة نارية، وقال إن قتلها يعد "جريمة حرب وفقاً للمواثيق والمعايير الدولية".
في حين قالت قناة الجزيرة في بيان اليوم الخميس إنها قررت إحالة ملف قتل شيرين أبو عاقلة إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية. ورفض وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس ما خلص إليه التحقيق الفلسطيني.
كما كتب على تويتر: "أي زعم أن جيش الدفاع يؤذي عمداً الصحفيين أو المدنيين غير المتورطين هو كذب واضح". وكرر دعوته للفلسطينيين بالتعاون مع إسرائيل في التحقيق وتسليم الرصاصة لإجراء اختبار المقذوفات عليها ومعرفة ما إذا كانت توافق أي بندقية لدى الجيش الإسرائيلي.
في سياق ذي صلة يقول الفلسطينيون إنهم لا يثقون في إسرائيل ورفضوا إجراء تحقيق مشترك.
فيما أضاف النائب العام الفلسطيني أن الرصاصة التي قتلت شيرين أبو عاقلة قطرها 5.56 ملليمتر من النوع الذي تستخدمه قوات حلف شمال الأطلسي، مشيراً إلى أن الرصاصة بها "جزء حديدي (ستيل) خارق للدروع ومرمز باللون الأخضر ووفقاً للمعايير المعتمدة لذخيرة حلف شمال الأطلسي فهذه الذخيرة خارقة للدروع".
كما لم يقل الخطيب كيف تأكد من أن المقذوف جاء من بندقية إسرائيلية.
تحليل الرصاصة
تقول إسرائيل إن السبيل الوحيد للتأكد من إطلاق أحد جنودها للرصاصة هو تحليلها ومقارنة العلامات عليها بماسورة بندقية إسرائيلية.
في حين قال غانتس الخميس: "أواصل دعوة السلطة الفلسطينية لتسليم الرصاصة ونتائج التحقيق. نحن مستعدون لإجراء تحقيق بالتعاون مع جهات دولية".
يذكر أن شيرين أبو عاقلة قتلت في 11 مايو/أيار 2022 بالرصاص أثناء تغطيتها مداهمة للجيش الإسرائيلي في جنين بالضفة الغربية المحتلة. وكانت ترتدي خوذة وسترة واقية كتب عليها بوضوح كلمة "صحافة".
كذلك فقد هاجم أفراد من الشرطة الإسرائيلية في 13 مايو/أيار 2022 المشيعين الفلسطينيين الذين كانوا يشاركون في جنازتها ويحملون نعشها قبل أن يسير الآلاف بنعشها عبر شوارع القدس القديمة، وسط حالة من الحزن والغضب على مقتلها.