كشفت صحيفة "New York Times" الأمريكية، الأربعاء 25 مايو/أيار 2022، أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة أنها تقف وراء عملية اغتيال العقيد بالحرس الثوري الإيراني، حسن صياد خدائي، في هجوم استهدفه قرب منزله شرق العاصمة الإيرانية طهران، يوم الأحد الماضي.
الصحيفة الأمريكية قالت، نقلاً عن مسؤول استخباراتي، إن الإسرائيليين قالوا للأمريكيين إن عملية الاغتيال كانت بمثابة تحذير لإيران بوقف عمليات وحدة سرية داخل فيلق القدس تعرف باسم "وحدة 840".
وأضافت الصحيفة أن الوحدة السرية التابعة لفيلق القدس هي المسؤولة عن العمليات الخارجية بالحرس الثوري الإيراني ومكلفة بعمليات اختطاف واغتيال للأجانب في جميع أنحاء العالم، بمن فيهم المدنيون والمسؤولون الإسرائيليون، وفقاً للحكومة الإسرائيلية ومسؤولي الجيش والمخابرات.
فيما كشف مسؤولون إسرائيليون أن خدائي كان نائب قائد الوحدة 840، مشيرين إلى أنه كان "مسؤولاً عن عمليات الوحدة في الشرق الأوسط والدول المجاورة لإيران، وتورط خلال العامين الماضيين في محاولات هجمات إرهابية ضد إسرائيليين وأوروبيين أمريكيين ومسؤولين حكوميين في كولومبيا وكينيا وإثيوبيا والإمارات العربية المتحدة وقبرص"، على حد قولهم.
في وقت قالت فيه وسائل إعلام إسرائيلية إن تسريب الصحيفة الأمريكية أغضب تل أبيب؛ إذ قال مسؤولون أمنيون إنهم غاضبون، وطالبوا بتوضيحات من الجانب الأمريكي حول المعلومات المسربة.
اغتيال خدائي
وفي وقت سابق، قالت وسائل إعلام إيرانية إن ضابطاً رفيع المستوى في الحرس الثوري الإيراني قد "اغتيل" على يد مسلحيْن في العاصمة طهران، في حادث نادر من نوعه، وأشارت تقارير إلى أن شخصين على متن دراجة نارية أطلقا النار على العقيد حسن صياد خدائي، لدى وجوده في سيارته خارج منزله في طهران.
ويعدّ مقتل خدائي أبرز عملية استهداف مباشر داخل إيران منذ اغتيال العالم النووي فخري زاده في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
قُدم فخري زاده بعد وفاته على أنه نائب وزير الدفاع، ورئيس إدارة منظمة الأبحاث والإبداع في الوزارة، وشارك خصوصاً في "الدفاع الذري" للبلاد.
ويُذكر أنه قُتل ما لا يقل عن 6 علماء وأكاديميين إيرانيين منذ عام 2010، أو تعرضوا للهجوم، ونفذ بعض تلك العمليات مهاجمون على دراجات نارية.
يُعتقد أن هذه العمليات تستهدف البرنامج النووي الإيراني الذي يثير خلافات، ويقول الغرب إنه يهدف إلى إنتاج قنبلة.
فيما تنفي إيران ذلك قائلة إن برنامجها النووي "أغراضه سلمية"، وتندد طهران بقتل علمائها، وتصفه بأنه "أعمال إرهابية" من تنفيذ وكالات المخابرات الغربية والموساد، فيما تُحجم إسرائيل عن التعليق على مثل هذه الاتهامات.