أفادت تقارير أن وزارة الخارجية الإسرائيلية، في محاولة واضحة لتحاشي تصعيد دبلوماسي مع الصين، أصدرت تعليمات لممثليها على مستوى العالم بالامتناع عن دعوة دبلوماسيين تايوانيين إلى فعاليات رسمية أو المشاركة في فعاليات ينظمها ممثلو تايوان.
إذ حذرت رسالة عاجلة- بعث بها المسؤول الدبلوماسي البارز حغاي شاغرير- الدبلوماسيين الإسرائيليين من دعوة نظرائهم التايوانيين إلى فعاليات أقيمت مؤخراً للاحتفال بـ"عيد الاستقلال" الإسرائيلي الرابع والسبعين أو المشاركة في فعاليات يوم استقلال تايوان الذي يُحتفل به في أكتوبر/تشرين الأول، حسبما أفادت الإذاعة الإسرائيلية العامة Kan يوم الإثنين 23 مايو/أيار 2022 وكذلك تقرير لصحيفة Times Of Israel الإسرائيلية.
حساسية محيطة بالصين وتايوان
أشار التقرير إلى الحساسية المحيطة بالصين وتايوان، التي تزعم بكين أنها مقاطعة مارقة من مقاطعاتها، والقلق المتزايد من إتيان الصين بعمل عسكري في الجزيرة الديمقراطية الواقعة في شرق آسيا.
أوضحت الوثيقة الإسرائيلية أن على الدبلوماسيين الامتناع عن عقد اجتماعات رسمية مع الدبلوماسيين التايوانيين علناً أو في السفارات الإسرائيلية أو أي أماكن رسمية أخرى.
كما نقل تقرير عن مسؤول دبلوماسي قوله إن هذه الرسالة لا تمثل تغييراً في السياسة الرسمية لإسرائيل، بل هدفها توضيح التوجيهات الحالية. وأشارت الوثيقة أيضاً إلى التوترات المتزايدة بين الصين والولايات المتحدة.
كذلك فرسمياً لا تعترف إسرائيل والولايات المتحدة باستقلال تايوان. ومع ذلك، يجمع كلا البلدين علاقة إيجابية بتايوان. وتحاول إسرائيل الحفاظ على علاقات سياسية واقتصادية قوية مع الصين، دون إغضاب الولايات المتحدة، أقرب حلفائها.
الصين أكبر مصدر لواردات إسرائيل
في سياق ذي صلة، أشارت بيانات نشرتها هيئة الإحصاءات الوطنية الإسرائيلية في يناير/كانون الثاني 2022 إلى أن الصين أصبحت عام 2021 أكبر مصدر لواردات إسرائيل، متفوقة حتى على الولايات المتحدة.
في حين أن نهج إسرائيل الحذر، الذي تجلى في الخطاب المرسل إلى سفاراتها على مستوى العالم، يأتي في أعقاب حادث دبلوماسي وقع الشهر الماضي حين اُشتبه في أن الصين زرعت أجهزة تنصت في أكواب سفر قدمتها السفارة الصينية في إسرائيل إلى عدد من الوزراء الإسرائيليين.
لكن ثبت أن هذه الشكوك لا أساس لها، إذ أعلن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) في وقت لاحق أن الأكواب أو غيرها من الأشياء التي أرسلت إلى مسؤولين إسرائيليين لا تحوي شيئاً خاطئاً.
على أن وسائل الإعلام الإسرائيلية صعّدت من تناولها للحادث، الأمر الذي أثار انتقادات السفارة الصينية، التي هاجمت "الشائعات التي لا أساس لها" وقالت إن لها "تأثيراً سلبياً لأنها تهدف إلى دق إسفين بين الصين وإسرائيل، وتشويه صورة الصين وتضليل الجمهور".