بكين تهدد واشنطن بدفع “ثمن لا يطاق” بسبب تايوان.. أجرت مناورة عسكرية حولها رداً على تصريح بايدن

عربي بوست
تم النشر: 2022/05/25 الساعة 07:01 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/05/25 الساعة 09:17 بتوقيت غرينتش
لقاء فيديو بين زعيم الصين شي جين بينغ والرئيس الأمريكي جو بايدن - Getty Images

في أحدث تعليق من الصين على تصريحات الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بشأن تايوان، حذرت خارجية بكين، الثلاثاء 24 مايو/أيار 2022، واشنطن من أنها ستدفع "ثمناً لا يطاق" إذا واصلت السير في "الطريق الخطأ" بشأن قضية تايوان.

جاء ذلك في تعليق للمتحدث باسم الخارجية الصينية، وانغ وين بين، في إفادة صحفية الثلاثاء، على تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن الأخيرة بشأن تايوان، حيث قال إن بلاده قد تتدخل عسكرياً لحماية تايوان في حال تعرضها لهجوم صيني.

بينما نقلت وسائل إعلام رسمية صينية عن الجيش الصيني قوله، الأربعاء 25 مايو/أيار، إنه أجرى مؤخراً تدريباً عسكرياً حول تايوان "كتحذير جدي" للولايات المتحدة من مغبة تفاعلها مع تايوان.

قلق الصين من تصريحات بايدن

المتحدث باسم الخارجية الصينية قال: "تبذل الولايات المتحدة قصارى جهدها في التلاعب بالكلمات بشأن مبدأ "الصين الواحدة". لكني أريد أن أذكر الجانب الأمريكي بأنه لا توجد قوة في أي من أنحاء العالم، بما في ذلك داخل الولايات المتحدة نفسها، يمكنها تجنيب الداعين إلى استقلال تايوان الهزيمة".

أضاف المسؤول الصيني أن الولايات المتحدة أخلت بالوعود التي قطعتها بشأن قضية تايوان وقوضت ودمرت مبدأ "الصين الواحدة" وحرضت سراً وعلناً ودعمت الأنشطة الانفصالية التي تهدف إلى "استقلال تايوان".

كما تابع قائلاً: "إذا استمرت الولايات المتحدة في المسار الخطأ، فلن يؤدي ذلك إلى عواقب لا رجعة فيها للعلاقات الصينية الأمريكية فحسب، بل وسيجعل الولايات المتحدة في النهاية تدفع ثمناً لا يطاق".

فيما أكد وانغ أن الصين لديها "الثقة الكاملة والقدرة والاستعداد لاحتواء الأنشطة الانفصالية الهادفة إلى استقلال تايوان بحزم ومنع التدخل الخارجي بحزم والدفاع بحزم عن السيادة الوطنية وسلامة الأراضي".

وانغ خلص بالقول: "أنصح الولايات المتحدة بالاستماع إلى أغنية صينية قديمة مشهورة تقول إنه عندما يأتي صديق، يتم الترحيب به بنبيذ جيد، وعندما يأتي ابن آوى، يرحب به ببندقية الصيد".

الرئيس الأمريكي يُحير فريقه

بايدن قال الثلاثاء إن سياسة واشنطن حيال تايوان والقائمة على "الغموض الاستراتيجي" لم تتغير، وذلك بعد بعدما أدلى بتصريحات بشأن استعداد بلاده للدفاع عن الجزيرة في مواجهة أي "غزو صيني"، اعتبرت مؤشراً على وجود تغير، ما أثار رد فعل غاضباً من بكين.

جاءت تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن عن تايوان لتمثل آخر وقائع تفوُّه الرئيس بما يدور في ذهنه علناً، تاركاً فريقه يصارع من أجل التوضيح لاحقاً.

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يقول خلالها بايدن إنه على استعداد للدفاع عن تايوان عسكرياً منذ توليه الرئاسة، وهو التزامٌ اعتاد الرؤساء السابقون على إبقائه غامضاً حتى يتركوا الصين للتكهنات ولا يحاصروا الولايات المتحدة في ركنٍ بعينه. لكن بايدن فعلها للمرة الثالثة في الواقع، وذلك وفق تقرير نشرته صحيفة New York Times الأمريكية يوم الإثنين 23 مايو/أيار.

الرئيس الأمريكي جو بايدن - Getty Images
الرئيس الأمريكي جو بايدن – Getty Images

إذ قال ديفيد أكسيلرود، مستشار الرئيس الأسبق باراك أوباما حين كان بايدن نائباً له: "لطالما كان بايدن أكثر انفتاحاً في التعبير عن آرائه من غالبية الساسة. ويكمن ضعف الجميع في نقطة قوتهم. ونقطة قوة بايدن هي أصالته، لكن نقطة ضعفه تكمن في أنه على استعداد لمشاركة أفكاره أكثر مما يريده فريقه أحياناً".

كان مساعدو بايدن راضين عن هذه الإجابة التي ليس بها أي مشكلة. لكن نانسي كوردس من شبكة CBS News عقّبت قائلةً إن بايدن استبعد التدخل العسكري الأمريكي المباشر في الحرب الأوكرانية.

كما تساءلت إن كان "مستعداً للتدخل عسكرياً من أجل الدفاع عن تايوان إذا استدعى الأمر"، في هذه الحالة أجاب بايدن قائلاً: "نعم، هذا هو الالتزام الذي قطعناه على أنفسنا". وحينها انتبه مسؤولو الإدارة داخل الغرفة لما يحدث.

ثم أردف بايدن في إشارة لتايوان: "ليست فكرة الاستيلاء على الجزيرة باستخدام القوة، والقوة فقط، فكرةً مقبولة. إذ سيؤدي ذلك لإثارة الاضطرابات في المنطقة بالكامل وسيكون مشابهاً لما يحدث في أوكرانيا. ولهذا تمثل المسألة عبئاً أكبر".

تحميل المزيد