أعلن مدير عام الهيئة العامة للقوى العاملة في الكويت، الثلاثاء 24 مايو/أيار 2022 إطلاق منصة "تيسير" لتعيين المقيمين بصورة غير قانونية "البدون" بدلاً من العمالة الوافدة في القطاع الخاص.
أحمد الموسى، المدير العام للهيئة، قال حسب ما نشرته وسائل إعلام محلية إن إطلاق المنصة لتسجيل الباحثين عن عمل بالقطاع الخاص لفئة المقيمين بصورة غير قانونية يأتي بالتنسيق مع الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية.
وأضاف المسؤول الكويتي أن المنصة تهدف إلى إحلال الفئة المعنية محل العمالة الوافدة للحفاظ على التركيبة السكانية وحفظ حقوقهم تحت مظلة القانون، عن طريق تقديم الاستفادة الكافية لهم من خلال هذه الفرص، بما يتوافق مع مؤهلاتهم وميولهم.
فيما أفادت وسائل إعلام أن المنصة تعتبر آلية مؤسسية لتنظيم مشاركة المقيمين بصفة غير قانونية بسوق العمل بصورة أكثر إيجابية وفعالية لخلق مزيد من فرص العمل لهم، بحسب الموسى.
ويشار إلى أن"البدون" تعبير يُطلق على فئة سكانية تعيش في الكويت لا تحمل جنسية البلد.
وقد بلغ عددهم في إحصاء 1965 أكثر من 45 ألفاً، وبحسب بيانات هيئة المعلومات المدنية الكويتية عام 1985 بلغ عددهم 220 ألفاً، وفي آخر إحصاء رسمي لهم عام 1991 انخفض العدد إلى 118 ألف نسمة، بينما تشير آخر بيانات رسمية كويتية إلى أن عددهم حالياً 96 ألفاً فقط.
من هم البدون؟
وتعود أصول البدون في الأساس إلى قبائل بدوية من مناطق رعي صحراوية تمتد من السعودية جنوبي وشرقي الكويت والعراق إلى الشمال، كما أن بعضهم يعود إلى بادية سوريا والأردن من قبائل عربية معروفة مثل شمر وعنزة، وأغلبهم مقيمون بالكويت لكنهم لم يحصلوا على الجنسية عند استقلال البلاد؛ إما لأنهم لم يستطيعوا الحصول عليها وإما لأنهم لم يطلبوها حينها.
كما تدَّعي الحكومة الكويتية أن بعض "البدون" أشخاص من جنسيات مختلفة، بعضهم قدِموا من العراق والسعودية للانضمام إلى الجيش الكويتي، وسجّلت السلطات في وثائقهم حينها أنهم "بدون جنسية".
كما تدَّعي أيضاً أن بعضهم دخل إلى الكويت خلال حرب العراق وعمدوا إلى إخفاء مستنداتهم الرسمية؛ من أجل الحصول على الجنسية الكويتية.
ولا شك في أن أحد أبرز العوامل التي ساعدت في تأزيم موقف البدون هو اتهام الحكومة لهم بعدم الولاء للدولة؛ وذلك بعد مساندة بعضهم للعراق خلال الحرب في عام 1991.
ولكن ذلك الأمر يعدُّ نسبياً، خاصةً أن عدداً كبيراً منهم بقي للدفاع عن الكويت أو فضَّل مغادرتها باتجاه السعودية.