كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية الخميس 19 مايو/آيار 2022، أن الجيش الإسرائيلي لا ينوي فتح أي تحقيق جنائي من قبل الشرطة العسكرية للتحقيق بملابسات اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة؛ إذ تدعي تل أبيب عدم وجود اشتباه في ارتكاب قوات الجيش الإسرائيلي للجريمة.
وأفادت الصحيفة الإسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي يعتقد أن استجواب قواته سيثير جدلاً خطيراً في الجيش والمجتمع الإسرائيلي، مضيفة أن النتائج الأولية للتحقيق الذي أشرف عليه المسؤول العسكري ماني ليبرتي ، قائد لواء "الكوماندوز"، أشار إلى 6 حالات إطلاق نار من قبل الجيش الإسرائيلي على مسلحين فلسطينيين كانوا بالقرب من الصحفية أبو عاقلة وصحفيين آخرين.
مضيفاً أن الصحفية التي اغتيلت قد تكون أصيبت بنيران إسرائيلية أو فلسطينية، دون اتخاذ قرار حاسم بشأن الجهة التي أطلقت النار صوب أبو عاقلة.
ويشتبه جيش الاحتلال الإسرائيلي حسب التحقيق بأن أحد جنود تواجد "بجيب عسكري" وأطلق النار على فلسطيني تواجد خلف الجدار؛ حيث كانت تتواجد الصحفية شيرين، وكان على بعد حوالي 190 متراً من الصحفية أبو عاقلة.
ويقدر جيش الاحتلال الإسرائيلي أن التحقيق النهائي لن يؤدي إلى نتائج حاسمة بشأن مسألة المسؤولية عن إطلاق النار والرصاص التي تسببت بمقتل الصحفية أبو عاقلة، كما أشارت الصحيفة إلى أن الشرطة العسكرية في تل أبيب لن تحقق في اغتيال الصحفية أبو عاقلة.
يشار إلى أنه في وقت سابق اعترف جندي إسرائيلي بأنه أطلق النار على بعد حوالي 190 متراً من شيرين أبو عاقلة "وقد يكون أصابها".
وكشف مسؤول إسرائيلي لصحيفة هآرتس أن "الجندي كان جالساً في سيارة جيب مسلحاً ببندقية بعدسة تلسكوبية"، ولفت إلى أن الجندي المتهم باغتيال شيرين أبو عاقلة قال في استجوابه إنه لم يرها، ولا يعرف أنه أطلق النار عليها.
على صعيد آخر، كان مسؤول إسرائيلي آخر تحدث لصحيفة وول ستريت جورنال، الخميس 12 مايو/آيار الجاري، قال إنه لا يمكن استبعاد أن تكون الرصاصة التي قتلت أبو عاقلة من الجانب الإسرائيلي.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي حدد إطلاق نار من الجانب الإسرائيلي "ربما تسبب بمقتل شيرين أبو عاقلة".
المسؤول الإسرائيلي أوضح أيضاً أنه "كان لدى الجنود مجال رؤية واضح"، وقال: "ربما ارتطمت رصاصة بأرض أو حائط وأصابت صحفية قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة".
واتهمت كل من السلطة الفلسطينية وشبكة "الجزيرة" إسرائيل بتعمُّد قتل أبو عاقلة بإطلاق النار عليها، بينما كانت تمارس عملها، فيما قال الجيش الإسرائيلي إن تقديراته الأولية تفيد بأنها "قُتلت برصاص مسلحين فلسطينيين".
اغتيال صوت فلسطين
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد مراسلة قناة "الجزيرة" القطرية، شيرين أبو عاقلة (51 عاماً)، جراء إصابتها برصاص الجيش الإسرائيلي في مدينة جنين.
واتهمت كل من السلطة الفلسطينية وشبكة "الجزيرة" إسرائيل بتعمُّد قتل "أبو عاقلة" بإطلاق النار عليها، بينما كانت تمارس عملها، فيما قال الجيش الإسرائيلي إن تقديراته الأولية تفيد بأنها "قُتلت برصاص مسلحين فلسطينيين".
في غضون ذلك، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية اعتداء الشرطة الإسرائيلية على جنازة الصحفية "أبو عاقلة"، بالقدس الشرقية.
وقالت الوزارة في بيان اطلعت عليه الأناضول، إن الشرطة الإسرائيلية "اعتدت على نعش الشهيدة أبو عاقلة والمواطنين الذين يحملونه، ومنعت خروج الجثمان من المستشفى بالقوة وقمعت مسيرة التشييع".
كما أدانت الخارجية الإجراءات والتدابير التي اتخذتها الشرطة الإسرائيلية لفرض مزيد من التضييق على مسيرة الجنازة، ومنع أعداد كبيرة من الفلسطينيين من الوصول إليها والمشاركة فيها، ومنع رفع العلم الفلسطيني والهتافات، واعتبرت أن هذا الاعتداء يعبر عن "إرهاب دولة منظم لم يكتفِ بإعدام الشهيدة الصحفية أبو عاقلة، بدمٍ بارد، بل طارد جثمانها حتى دفنها".
في وقت سابق من الجمعة، هاجمت الشرطة الإسرائيلية فلسطينيين بعد شروعهم في تشييع "أبو عاقلة"، ما أدى إلى إصابة عشرات منهم، بينما زعمت الشرطة الإسرائيلية أن "المشيعين خرقوا القانون واستغلوا الجنازة للإخلال بالنظام".
و"أبو عاقلة" من مواليد مدينة القدس عام 1971، ومن أوائل مراسلي قناة الجزيرة، التي انضمت إليها عام 1997.