في الهند، التي يحكمها ناريندرا مودي زعيم حزب بهاراتيا جاناتا، الذي يتبنى أيديولوجية يمينية معادية للمسلمين، اندلعت أعمال عنف طائفية بين الهندوس والمسلمين يوم 16 أبريل/نيسان عام 2022، خلال مهرجان "شوبا ياترا" الهندوسي، في منطقة جاهانغيربوري في دلهي. وتطورت الاشتباكات إلى رشق بالحجارة وأعمال تخريب على يد الهندوس وهدم بيوت المسلمين في الهند
بعد الحادث ألقت شرطة دلهي القبض على حوالي 37 شخصاً، جميعهم من المسلمين، بينهم ثلاثة من صغار السن. وألقت الشرطة القبض على عدد من الأشخاص الآخرين في وقت سابق بعد مراجعة تسجيلات كاميرات المراقبة.
وبعد أيام من وقوع اشتباكات في منطقة جاهانغيربوري في دلهي، أمرت مؤسسة بلدية شمال دلهي "بحملة على التعديات" في المنطقة، بذريعة وجود "منازل غير قانونية"، وطالب الإشعار الذي أصدرته بنشر حوالي 400 فرد من أفراد الشرطة في جاهانغيربوري قبل الهدم.
أغلقت الشرطة مدخل الزقاق والطريق الرئيسي بالحواجز في منطقة جاهانغيربوري، ووفقاً للسكان المحليين فقد اعتقلت الشرطة عدداً كبيراً منهم. وبعضهم غادر المكان، والبعض الآخر اختبأ في أماكن سرية خوفاً من الاعتقال، الخلاصة أن المنطقة أصبحت شبه خالية من الشبان المسلمين فيها.
هدم بيوت المسلمين تصعيد خطير
قال سمير، وهو صاحب متجر محلي يبيع السلع الأساسية في المنطقة: "هذه هي المرة الأولى منذ طفولتي التي أشهد فيها توترات بهذه القوة في المنطقة، كنا نشهد احتفالات رائعة بأيام العيد، وفي أيام عادية، ولكن هذه الأيام ولت بعدما امتلأت الأزقة في منطقتنا برجال الشرطة"، الحكومة هدمت منازلنا ومحالّنا بشكل غير قانوني.
لم يكن العنف في جاهانغيربوري بحق المسلمين الحادث الوحيد من نوعه، بل وقعت حوادث كثيرة أخرى في مختلف الولايات الهندية. ففي مارس/آذار عام 2022، كان حظر الحجاب في الكليات والجامعات جزءاً آخر من حملة الكراهية التي تشنها الحكومة على المسلمين. وفي نوفمبر/تشرين الثاني عام 2021، أضرم غوغاء هندوس النار في منزل وزير الخارجية المسلم السابق سلمان خورشيد في دلهي.
وفي أبريل/نيسان من هذا العام، أظهرت تسجيلات فيديو لغوغاء هندوس يلوحون بالسيوف ويرفعون علماً فوق مسجد في مظفربور، إحدى مناطق ولاية بهار الهندية، مسلمين يراقبون تدنيس مكان عبادتهم.
هتافات معادية للمسلمين
وفي الشهر نفسه، يوم العاشر من أبريل/نيسان، وقع حادث آخر في منطقة خرجون في مدهيا براديش، وهي واحدة من أكبر ولايات الهند، حيث تجمهر 5000 هندوسي يسيرون في مهرجان راما نافامي، أمام مسجد، وردّدوا شعارات معادية للمسلمين. وأدى ذلك إلى وقوع اشتباكات، وتعرضت منازل المسلمين للنهب، وفقاً لسكان المنطقة، وأُضرمت النيران في عشرات منها.
وأطلقت الشرطة النار على سيدة مسلمة تدعى روشيني في ولاية أتر براديش لتُرديها قتيلة في منزلها. ووقع هذا الحادث حين داهم حوالي 15 أو 20 ضابط شرطة منزل روشيني، في 16 مايو/أيار عام 2022، وحاولوا اعتقال شقيقها عبد الرحمن دون إبداء أي أسباب. وقاومت روشيني الشرطة، التي فتح أحد رجالها النار، ما أدى إلى إصابة روشيني برصاصة وموتها في الحال. واعتقلت الشرطة عبد الرحمن أيضاً رغم احتجاجات سكان القرية.
وبعد بث الفيلم المثير للجدل The Kashmir Files "ملفات كشمير" في الهند، تصاعدت أعمال العنف وخطاب الكراهية بحق المسلمين في بعض الولايات الهندية، في ظرف أسابيع قليلة من بثه. ووفقاً لتقارير ظهر متفرجون في مقاطع فيديو وهم ينادون بإبادة جماعية بحق أهالي كشمير والمسلمين.
وفي مقاطع الفيديو المتداولة على نطاق واسع، التي نشرها الصحفي الهندي المسلم محمد زبير، وهو أيضاً المؤسس المشارك لموقع Alt News لمراجعة الحقائق، يظهر هنود هندوس وهم يطلبون من الهندوس التزام "الحذر من المسلمين، لأنهم قد يهاجمونهم في أي وقت".
وفي 24 مارس/آذار من هذا العام، مُنع رجل كشميري من الحصول على غرفة في أحد فنادق دلهي، حتى بعد إبرازه هويته السليمة، ويرجع ذلك إلى التأثير السلبي لفيلم ملفات كشمير، الذي ينشر كراهية المسلمين على مستوى العالم.
ومن جانبه، قال مؤسس منظمة Genocide Watch، الدكتور غريغوري ستانتون، في مقطع فيديو: "رئيس وزراء الهند عليه التزام أخلاقي بإدانة هذا النوع من الكراهية، وخطاب الكراهية الذي يدعو إلى قتل المسلمين تحديداً، ولذلك نحذر من الاحتمال القوي بحدوث إبادة جماعية في الهند".