وجَّه جمال، نجل الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، كلمة لوالده في بيان متلفز، اليوم الثلاثاء 17 مايو/أيار 2022، قال فيها إن أسرته انتصرت في معركتها الأخيرة بعد انتهاء جميع إجراءات التقاضي الدولية حول الأموال المهربة التي بدأت عقب تنحي والده عن السلطة، مشدداً في الوقت ذاته على أن الأسرة لن تصمت بعد الآن حول التقارير التشويهية المستمرة.
وانتهت قضية الأموال المهربة لعائلة مبارك والتي استمرت عقداً من الزمن، أعقاب الحكم الأخير الصادر عن المحكمة العامة للاتحاد الأوروبي الذي أقر مرة أخرى بأن التدابير التقييدية التي فرضها مجلس الاتحاد الأوروبي على الأسرة كانت غير قانونية منذ البداية، وبعد قرار مكتب المدعي العام الفدرالي السويسري بتبرئة علاء وجمال مبارك وبشكل كامل بعد انتهاء التحقيق الجنائي الذي دام 11 عاماً.
وفي بيانه الذي جاء باللغة الإنجليزية، قال جمال مبارك: "باسم والدي الراحل الرئيس مبارك، باسم أسرتي، أؤكد على بعض النقاط فيما يتعلق بإجراءاتنا القانونية أمام محاكم الاتحاد الأوروبي وخارجه، مؤكداً أن لهذا البيان أهمية تاريخية خاصة بالنظر إلى الحملة الإعلامية الدولية المتواصلة حول ادعاءات كاذبة بالفساد والتي تم إطلاقها ضد أسرتي منذ ما يقرب من 10 سنوات".
وتابع جمال: "لقد قررت أسرتي أننا ببساطة لا نستطيع أن نبقى صامتين بعد الآن في مواجهة مثل هذه التقارير التشهيرية المستمرة، بل حان الوقت أن ترد الأسرة وبشكل مباشر".
جمال أوضح أيضاً أنه "منذ عام 2011، تم الشروع في العديد من إجراءات التحقيق والعقوبات ضد أفراد عائلة مبارك في الاتحاد الأوروبي وخارجه، وكانت الإجراءات التقييدية الواسعة النطاق التي فرضها مجلس الاتحاد الأوروبي ضد الرئيس وعائلته ذات أهمية خاصة".
كما أضاف: "هذه الإجراءات قد وصلت إلى نهايتها، ولقد برأتنا تلك الإجراءات تماماً وأكدت على الموقف الذي طالما تمسكت به أسرتي على مدار أكثر من عقد من الزمان مؤكدة على وجه التحديد أن عقوبات الاتحاد الأوروبي ضدنا كانت دائماً غير قانونية".
وحول رغبة والده، أشار جمال إلى أن والده الراحل أراد أن يتم شرح مثل هذه الإجراءات للعالم بأسره، إن وفاته قبل الانتهاء من هذه الإجراءات "تعني أنني أحمل هذا العبء على كتفي، وهو عبء أحمله بكل فخر والتزام".
جمال مبارك اعتبر أن الوقت قد حان لوضع الأمور في نصابها الصحيح، وقال: "اليوم وبعد 10 سنوات من التحقيقات المستفيضة، بما في ذلك العديد من طلبات المساعدة القانونية الدولية المتبادلة بين مختلف السلطات القضائية والعديد من الإجراءات القضائية في دول عديدة، فقد ثبت أن جميع الادعاءات الموجهة ضدنا كانت كاذبة تماماً".
لا يوجد دليل إدانة لمبارك وزوجته
كما استطرد جمال قائلاً: "لا يوجد دليل واحد على أن والدي الراحل أو والدتي قد تملكا أصولاً خارجية من أي نوع، ولم تثبت صحة الادعاءات بأن أفراداً آخرين من الأسرة أخفوا أصولاً في الخارج".
كما قال إنه "كان هناك إفصاح طوعي وشفاف عن جميع أصولنا بما يتماشى مع القوانين المعمول بها، ولم تثبت صحة كل الادعاءات بشأن النشاط المهني لي ولأخي، وتبين قضائياً مشروعية كافة مصادر دخلنا".
وتابع بالقول: "مع الصلاحيات الواسعة الموكلة إليها بما في ذلك مطالبة المشتبه بهم بشرح مصادر أصولهم، لم تكتشف سلطة قضائية واحدة في أي دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، أو في الواقع في أي ولاية قضائية أجنبية أخرى، أي انتهاك قانوني من أي نوع من قبلي أو من قبل أسرتي.. هذه هي الحقائق، والتي تم التحقق منها بشكل مستقل وقضائي وبالتالي لا يمكن دحضها".
جمال يوجه كلمة لوالده
ووجه جمال كلمة لوالده في نهاية البيان، قائلاً:" لم يمهلك القدر لتشهد نهاية جميع الإجراءات القانونية التي اتخذت ضدك منذ عام 2011، بما في ذلك الإجراءات ذات الصلة التي اعتمدها مجلس الاتحاد الأوروبي".
وتابع:" لقد أكدت لك خلال أيامك الأخيرة أنني سوف أستمر على الطريق لتحقيق تبرئة لا لبس فيها لك ولأسرتنا، لقد وعدتك بمواصلة الطريق بتصميم لا يلين لتحقيق هذه التبرئة في ساحة القضاء الدولي، وبعد معركة طويلة وشاقة على مدار أكثر من 10 سنوات، صدرت أحكام وقرارات متتالية باسمك وباسم أسرتنا من قبل أعلى السلطات القضائية في الاتحاد الأوروبي وخارجه لتبرئنا وبشكل قاطع".
وأضاف جمال مبارك: "طوال هذه المعركة، وحتى في أحلك أوقاتها، كنت أنت دائماً على ثقة، رغم كل الصعاب، بأننا سننتصر في النهاية، حتى ولو بعد رحيلك".
يأتي بيان جمال مبارك بعد ساعات من زيارته إلى الإمارات الإثنين 16 مايو/أيار 2022، حيث قدم واجب العزاء في وفاة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات الراحل، الذي توفي يوم الجمعة 13 مايو/أيار 2022.
وفي فبراير/شباط الماضي، نشرت صحف أجنبية تسريبات تشير إلى وجود عشرات الحسابات السرية لمسؤولين من دول عدة في مصرف (كريدي سويس) السويسري بينهم علاء وجمال مبارك.
وأكدت صحيفة (لوماتان ديمانش) السويسرية أن نحو 300 مليون دولار (227 مليون يورو) من الأموال المصرية المجمدة في سويسرة مودعة في حسابات بمصرف كريدي سويس في جنيف. وتعود هذه الأموال -حسب الصحيفة- إلى نجلي مبارك علاء وجمال. ويشكل هذا المبلغ 40% من 700 مليون فرنك سويسري من الأموال التي جمدتها سويسرا في مصارفها.
وقال مصدر مصري للصحيفة السويسرية، إن المبلغ "أُرسِل إلى كريدي سويس عام 2005″.
وأوضحت الصحيفة أن نجلي مبارك متهمان باستغلال منصب والدهما في السنوات الثلاثين الماضية، ليحصلوا على فيلات وسيارات فخمة وخصوصًا مساهمات في شركات". وذكرت أن عشرات ملايين الفرنكات مجمدة أيضًا في حسابات ببنك (بي إن بي باريبا) في سويسرا.
وردّ ممثلون قانونيون لجمال وعلاء مبارك في بيان، قالوا فيه إنهما كشفا سابقًا عن جميع حساباتهما البنكية.