أعلن رئيس الحكومة المكلف من قِبل البرلمان في ليبيا، فتحي باشاغا، الثلاثاء 17 مايو/أيار 2022، عن دخوله إلى العاصمة الليبية طرابلس، التي يتولى رئاسة الحكومة فيها خصم باشاغا، عبد الحميد الدبيبة، وتسبب وصول باشاغا باندلاع اشتباكات في العاصمة.
باشاغا قال في كلمة متلفزة إنه وصل إلى طرابلس، وإنه "لاقى ترحيباً" بدخول المدينة، مشيراً إلى أنه سيعقد مؤتمراً صحفياً ويتوجه بكلمة إلى الشعب الليبي.
من جانبه، أكد عصام أبو زريبة، وزير الداخلية في الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان، أن "الحكومة الليبية المكلفة ستمارس مهامها من طرابلس"، وأضاف أن "وزارة الداخلية لن تلاحق لأسباب سياسية أعضاء حكومة الدبيبة"، وفقاً لما أوردته وكالة رويترز.
عقب الإعلان عن وصول باشاغا إلى العاصمة، اندلعت مواجهات في طرابلس بين مجموعات مسلحة، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
مقاطع فيديو، نشرتها وسائل إعلام ليبية، أظهرت مقاتلين في مناطق في وسط طرابلس وحول الميناء، في حين سُمع صوت أسلحة آلية.
يأتي هذا بينما لم يصدر حتى الساعة 6:50 صباحاً بتوقيت غرينتش أي تعليق من قِبل حكومة الدبيبة، سواء حول إعلان باشاغا عن وصوله لطرابلس، أو عن الاشتباكات الدائرة بالمدينة.
كان البرلمان الليبي، المنعقد في شرق البلاد، قد عيّن في فبراير/شباط 2022 وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا رئيساً للوزراء، ويحظى البرلمان بدعم المشير خليفة حفتر الذي حاولت قواته السيطرة على العاصمة الليبية عام 2019 لكنها فشلت.
تريد حكومة باشاغا أن تتولى السلطة في طرابلس بدلاً من الحكومة التي يقودها رجل الأعمال الدبيبة، والذي شدد مراراً على أنه لن يسلّم السلطة إلا لحكومة منتخبة.
الدبيبة كان قد أمر، الإثنين 16 مايو/أيار 2022، بصفته وزيراً للدفاع، بإعلان الاستنفار في غرفة عمليات الطيران المسيّر لمدة أسبوع واستخدام الذخيرة الحية تجاه أي تحركات مشبوهة بمحيط العاصمة طرابلس.
الدبيبة قال في بلاغ وجهه إلى قائد القوات الجوية: "بهذا تكلفون بإعلان الاستنفار بغرفة عمليات الطيران المسير ومراقبة تحركات أي آلية مسلحة في نطاق مدينة طرابلس الكبرى (نقطة تمركز غرب جسر 17 جنوب جسر السبيعة وشرق بوابة القويعة)".
لم يشر البلاغ إلى سبب هذا الاستنفار، لكن المنطقة المشار إليها شهدت بداية الأسبوع اشتباكات بين فصائل مسلحة بأسلحة ثقيلة، ما ألحق أضراراً بأهم مشاريع محطات توليد الكهرباء.
كانت قد تشكّلت حكومة الدبيبة مطلع 2020 نتيجة عملية سياسية رعتها الأمم المتحدة، واعتُبرت مهمتها الأساسية تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية، كانت مقررة في ديسمبر/كانون الأول 2021 قبل أن يتم تأجيلها دون تحديد موعد جديد، ويرى خصومه السياسيون أن ولايته انتهت مع هذا التأجيل.
كل طرف من الطرفين مدعوم من فصائل مسلحة، وأثارت محاولات باشاغا لشق طريقه بالقوة نحو طرابلس توقعات بأن يؤدي ذلك إلى اندلاع قتال في المناطق الغربية من ليبيا.
يأتي هذا عقب سنوات من غرق ليبيا في فوضى سياسية وأمنية منذ سقوط نظام معمر القذافي في أعقاب انتفاضة شعبية عام 2011، وباتت تعيش البلاد انقساماً بين حكومتين موازيتَين في الشرق والغرب.
أصبح إنتاج النفط، المصدر الرئيسي للعائدات في البلاد، رهينةً للانقسامات السياسية عبر سلسلة عمليات إغلاق قسري لمواقع نفطية ليبية.
بالرغم من حالة الهدوء والاستقرار الأمني وصمود وقف إطلاق النار في ليبيا منذ نهاية العام 2020، لا تزال البلاد تشهد أعمال عنف ونزاعات مسلحة بين الحين والآخر، خصوصاً في مناطق الغرب، وتحديداً طرابلس وضواحيها.