أرسل الرئيس الأمريكي جو بايدن، وفداً يضم كل نجوم السياسة الأمريكية إلى الإمارات، الإثنين 16 مايو/أيار 2022، لتقديم واجب العزاء في وفاة رئيسها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، في محاولة فيما يبدو من واشنطن لتكثيف الجهود من أجل إصلاح العلاقات المتوترة.
يضم الوفد الأمريكي، الذي ترأسته كامالا هاريس نائبة الرئيس، تقريباً كل مساعدي بايدن في شؤون الأمن القومي، من وزيري الخارجية والدفاع، ورئيس جهاز المخابرات المركزية الأمريكية، إلى كبار المسؤولين بالبيت الأبيض.
وكالة رويترز نقلت عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن "تشكيل الوفد يعكس رغبة واشنطن في إظهار التزامها تجاه المنطقة، أضافوا أن هاريس ستؤكد عزم الولايات المتحدة تعميق العلاقات مع المنطقة في مجالات تتراوح من الأمن والمناخ إلى الطاقة والتجارة".
كانت رغبة واشنطن في تحسين العلاقات مع حكام دول الخليج، قد اكتسبت أهمية جديدة بعد غزو روسيا لأوكرانيا، والذي ألقى الضوء على أهمية منتجي النفط الخليجيين، مع تطلع أوروبا لخفض اعتمادها على إمدادات الطاقة الروسية.
ترفض دول الخليج حتى الآن الانحياز في الصراع الدائر في أوكرانيا، وعارضت السعودية والإمارات كذلك دعوات بزيادة إنتاج النفط لتهدئة أسعاره التي رفعت معدلات التضخم على مستوى العالم.
عمر تاشبينار الخبير السياسي لدى معهد بروكينجز قال في تعليقه على زيارة الوفد الأمريكي للإمارات: "هذه دفعة كبيرة بسحر الجاذبية من جانب إدارة بايدن لإصلاح العلاقات".
أضاف تاشبينار: "هناك محاولة لإعادة الأمور إلى مسارها، بعد استياء الإمارات من الولايات المتحدة بسبب غياب زيارات رفيعة المستوى في أعقاب هجمات الحوثيين".
علاقات متوترة
كانت الإمارات قد استاءت مما اعتبرته غياباً لدعم أمريكي قوي في أعقاب هجمات صاروخية حدثت في يناير/كانون الثاني 2022 نفذتها جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران على أبوظبي.
في اعتراف علني نادر من نوعه في مارس/آذار 2022، قال مبعوث الإمارات لدى واشنطن إن العلاقات بين البلدين تتعرض لضغوط.
من جانبها، كانت وكالة رويترز قد ذكرت أن بايدن أغضب الشيخ محمد بن زايد- الذي أصبح الرئيس الحالي للإمارات – بعدم اتصاله سريعاً بعد الهجمات، وعدم استجابته بشكل أقوى بما في ذلك إعادة تصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية.
كذلك غضبت دول الخليج مما رأت أنه تراجع في الالتزام الأمريكي بأمنها في مواجهة برنامج إيران الصاروخي وشبكتها من الوكلاء الإقليميين.
شعرت السعودية والإمارات كذلك بالاستياء من شروط وضعتها واشنطن على مبيعات السلاح الأمريكي، وقالت الإمارات في ديسمبر/كانون الأول 2021 إنها ستعلق مفاوضات شراء طائرات إف-35 الأمريكية المقاتلة بسبب شروط على المبيعات.
من ناحية أخرى، تتعامل الإمارات مع طهران من أجل احتواء التوتر. ومن المقرر أن يصل وزير الخارجية الإيراني إلى أبوظبي اليوم الإثنين.
كان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، قد أكد خلال اجتماع مع الشيخ محمد بن زايد في المغرب بشهر مارس/آذار 2022، التزام واشنطن تجاه المنطقة.
بدورها، قالت الإمارات إن الولايات المتحدة ما زالت شريكاً استراتيجياً حتى مع تعميق أبوظبي لعلاقاتها بالصين وروسيا، ونقلت رويترز عن مصدر إماراتي قوله: "تم إحراز تقدم لكن يتعين بذل المزيد، الإمارات تريد علاقات أوثق ومحددة بوضوح أكبر مع الولايات المتحدة".
في السياق ذاته، نقلت رويترز عن مصدر آخر قوله: "يمثل تشكيل الوفد الأمريكي وحجمه إشارة بالغة ستكون ذات مغزى لدى الشيخ محمد والقيادة الإماراتية".
يُشار إلى أن زعماء العالم يتوافدون على الإمارات منذ مطلع الأسبوع، لتهنئة الحاكم الجديد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وتقديم التعازي في وفاة الرئيس الراحل خليفة بن زايد آل نهيان.