احتضنت العاصمة السعودية الرياض، الأربعاء 11 مايو/أيار 2022، "ملتقى الأديان"، وهو المؤتمر الذي شهد حضور عدد من رجال الدين من شتى أنحاء العالم، وفق ما ذكرته وسائل إعلام محلية.
رغم أنها لم تُشر إلى حضور ممثلين عن إسرائيل، فإن صفحة "إسرائيل بالعربي" على موقع تويتر والتابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية، قالت إن "ملتقى الأديان" شهد حضور مندوب عن إسرائيل، ويتعلق الأمر بالحاخام دافيد روزن.
احتفاء سعودي بـ"ملتقى الأديان"
فيما قالت وسائل إعلام سعودية إن ملتقى القيم المشتركة بين أتباع الأديان الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي، تحوّل إلى "كرنفال للتعايش والسلام في أرض الاعتدال والوسطية"
أضافت أن "ملتقى الأديان"، الذي احتضنته السعودية لأول مرة، "نجح في تعزيز رؤية حضارية مشتركة لترسيخ قيم الوسطية والوئام والسلام بين القيادات الدينية المعتدلة في العالم".
أضافت أن "ملتقى الأديان" كان فرصة تاريخية لإبراز "صورة الإسلام الحقيقية"، بسماحته واعتداله عبر العصف الذهني الذي جمع بين العلماء المسلمين والقيادات الدينية المعتدلة في العالم.
رغم أن السعودية لم تُطبّع علاقاتها مع إسرائيل على غرار بعض الدول العربية، فإنه سبق أن استقبلت رجال دين يهوداً في أكثر من مناسبة، كما شارك سعوديون في ملتقيات يهودية بالخارج.
خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو جديداً للحاخام اليهودي الإسرائيلي يعقوب يسرائيل هرتسوغ، يقول فيه إنه يتجول في أحد شوارع العاصمة السعودية الرياض، وذلك بعد ساعات قليلة من تداول صور له بالمملكة، شكك العديد في صحتها.
ظهر في هذا المقطع الحاخام الإسرائيلي، داخل سيارة، رفقة أشخاص لم تكشف هويتهم، بينما يبدو من خلال لباس السائق أنه سعودي، فيما ذكر سائقون أن الأمر يتعلق برجل أعمال سعودي.
يقول مصوّر الفيديو إنهم يتجولون في العاصمة الرياض، قبل أن يتوجهوا إلى "الرومانسية" من أجل تناول وجبة الغداء، وقبل أن يوجه عدسة كاميرا الهاتف إلى الحاخام، الذي عبّر عن سعادته بالوجود في المملكة، على حد تعبيره.
كما قال الحاخام في هذا المقطع: "السلام عليكم، أبارك للمملكة السعودية وأبارك للسعوديين وللملك سلمان ولمحمد بن سلمان وللجميع".
الحاخام ديفيد روزن في القصر الملكي
كما أنه خلال شهر فبراير/شباط 2020، استضاف العاهل السعودي الملك سلمان، الحاخام المقيم بالقدس ديفيد روزن، في قصره الملكي بالعاصمة السعودية، في خطوة تدل على رغبة المملكة في مواصلة الانفتاح على العالم الغربي.
وُلد روزن في إنجلترا ولكنه انتقل إلى إسرائيل قبل سنوات، وهو عضو في لجنة الحاخامية الرئيسية بإسرائيل للحوار بين الأديان. وأمضى يومين ونصف يوم في العاصمة السعودية؛ لحضور اجتماع مركز الملك عبد الله الدولي للحوار بين الأديان والثقافات، حيث هو عضو في مجلس الإدارة.
تم إنشاء المركز الذي يقع مقره في فيينا، والمعروف باسم KAICIID، قبل ثمانية أعوام من قِبل العاهل السعودي السابق، عبد الله، ولكن لم يدعُ أي عاهل سعودي من قبلُ، مجلسه الى القصر الملكي في الرياض.
كما قال روزن لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" هذا الأسبوع: "كان رائعاً. كانت التجربة حقاً مميزة. لم يكن اللقاء مع الملك فقط. الشيء الأكثر إثارة هو مقابلة الشباب وإحساسهم بالتحول الذي تمر به بلادهم".
كان روزن، الذي يشغل منصب مدير الشؤون بين الأديان في اللجنة اليهودية الأمريكية، أحد تسعة أعضاء من مجلس إدارة KAICIID الذين حضروا الاجتماع مع الملك سلمان، وهو الوحيد الذي يمثل اليهودية. ويمثل الثمانية الآخرون البوذية والمسيحية والهندوسية والإسلام.