أدى مئات الفلسطينيين، الأحد، 8 مايو/أيار 2022 صلاة العشاء عند أبواب البلدة القديمة في مدينة القدس الشرقية المحتلة، بعد أن منعتهم الشرطة الإسرائيلية من المرور إلى المسجد الأقصى، وفق شهود عيان.
حيث قال شهود عيان للأناضول إن الشرطة أغلقت الأبواب بسواتر حديدية ومنعت مئات المصلين من الوصول إلى المسجد الأقصى، ما اضطرهم إلى أداء صلاة العشاء عند أبواب المسجد.
الاحتلال يمنع الفلسطينيين من الوصول للأقصى
جاء ذلك عقب إعلان الشرطة الإسرائيلية، الأحد، أنها أطلقت النار على فلسطيني و"حيَّدته"، بدعوى طعنه أحد عناصرها في منطقة "باب العامود" وسط القدس الشرقية.
كذلك وفي وقت سابق الأحد، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إن إسرائيل ستتخذ جميع القرارات المتعلقة بالمسجد الأقصى ومدينة القدس، واعتبر بينيت أن الحكومة الإسرائيلية هي "صاحبة السيادة على المدينة بغض النظر عن أي اعتبارات خارجية".
هذه التصريحات رد عليها عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عزت الرشق بقوله عبر بيان إنه "لا سيادة ولا شرعية على أرض فلسطين التاريخية إلاّ لشعبنا الفلسطيني الذي سيحمي كلّ شبر من أرضها المباركة، وفي القلب منها القدس والمسجد الأقصى المبارك".
يذكر أن المسجد الأقصى والقدس قد شهدا توتراً ومواجهات اشتدت خلال شهر رمضان الماضي وبعد عيد الفطر قبل أيام؛ جراء اقتحامات نفذها آلاف المستوطنين لباحات المسجد، بحراسة من الشرطة الإسرائيلية.
حق الأردن في الإشراف على الأقصى
جدير بالذكر أن دائرة أوقاف القدس، التابعة لوزارة الأوقاف والمقدسات والشؤون الإسلامية في الأردن هي المشرف الرسمي على المسجد الأقصى وأوقاف القدس (الشرقية)، بموجب القانون الدولي، الذي يعتبر المملكة آخر سلطة محلية مشرفة على تلك المقدسات قبل احتلالها من جانب إسرائيل.
كما احتفظ الأردن بحقه في الإشراف على الشؤون الدينية في القدس بموجب اتفاقية "وادي عربة" للسلام، التي وقَّعها مع إسرائيل في 1994.
كذلك وفي مارس/آذار 2013، وقَّع ملك الأردن عبد الله الثاني بن الحسين والرئيس الفلسطيني محمود عباس اتفاقية تعطي المملكة حق "الوصاية والدفاع عن القدس والمقدسات" في فلسطين.
في السياق ذاته، يتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة عام 1967 ولا بقرار ضمها إليها في 1981.
الاحتلال يقتل شاباً فلسطينياً
تتزامن هذه التطورات مع إقدام الشرطة الإسرائيلية، الأحد، على قتل شاب فلسطيني بعد أن أطلقت عليه النار بدعوى طعنه أحد عناصرها في منطقة "باب العامود" وسط مدينة القدس الشرقية المحتلة، بحسب الشرطة وشهود عيان.
حيث ذكرت الشرطة، في بيان اطلعت عليه الأناضول، أن قوة تابعة لها أطلقت النار على شاب و"حيَّدته"، بعد طعنه شرطياً بسكين في منطقة "باب العامود". وعادة ما تقصد الشرطة الإسرائيلية بمصطلح "التحييد" قتل المستهدف أو إصابته مع ترجيح قتله بناء على حالات سابقة.
في حين قال شهود عيان للأناضول إن قوات تابعة للشرطة أطلقت وابلاً من الرصاص على شاب عند نقطة تفتيش في منطقة "باب العامود"، بدعوى طعنه شرطياً. وذكرت قناة "كان" الإسرائيلية (رسمية) أنه يبلغ من العمر 19 عاماً.
لكن مراسل الأناضول نقل عن مصادر محلية، أن الشاب من قرية عبوين شمال رام الله، وسط الضفة.
مقتل فلسطيني في الضفة
في سياق موازٍ أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، مقتل فلسطيني، إثر إطلاق نار عليه من قبل إسرائيلي مدني، بدعوى حيازته سكيناً، في مستوطنة "تقوع" جنوبي الضفة الغربية.
حيث قال الجيش الإسرائيلي، في بيان اطلعت الأناضول عليه: "في أعقاب بلاغ عن وقوع حادث أمني في بلدة تقوع (مستوطنة)، دخل فلسطيني مسلح بالسكين منطقة البلدة وقُتل من قبل أحد المدنيين".
كما أضاف البيان: "هرعت قوات الجيش الإسرائيلي إلى الموقع وتقوم الآن بالبحث عن المزيد من المشتبه بهم في المنطقة".
جدير بالذكر أنه ورداً على اعتداءات إسرائيلية، شهدت إسرائيل خلال الشهرين الماضيين سلسلة هجمات نفذها فلسطينيون وأحدث هذه العمليات وقعت الخميس في بلدة "إلعاد" (وسط)، وأسفرت عن مقتل 3 إسرائيليين وإصابة 4 آخرين.