بعد إجلاء جميع المدنيين من مجمع آزوفستال لتصنيع الصلب بمدينة ماريوبول الأوكرانية، السبت 7 مايو/أيار 2022، كشفت السلطات في كييف أن عدداً من المقاتلين الأوكران لا يزالون عالقين داخل المجمع الصناعي الضخم.
إذ أوضحت وزارة إعادة دمج الأراضي المحتلة مؤقتاً في أوكرانيا، في بيان، أن الجنود ظلوا لمدة 72 يوماً على التوالي تحت قصف وهجمات الجيش الروسي المتواصل، مؤكدة أنه بسبب "نقص الأدوية والماء والطعام مات عدد من الجنود الجرحى من الغرغرينا وتعفن الدم".
بينما أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن أمله بتنفيذ مرحلة ثانية من الإجلاء، الأحد 8 مايو/أيار، وفق تصريحات تناقلتها وسائل إعلام محلية.
يأتي ذلك بعد أن قالت إيرينا فيريشتشوك، نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إن جميع المدنيين من النساء والأطفال والمسنين تم إجلاؤهم من مجمع آزوفستال في ماريوبول الساحلية بجنوب البلاد، أضافت فيريشتشوك على تليغرام: "هذا الجزء من العملية الإنسانية في ماريوبول انتهى".
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، السبت، استكمال عملية إجلاء المدنيين من مجمع آزوفستال، وصار مصنع الصلب الذي يعود إلى الحقبة السوفييتية، وهو آخر معقل للقوات الأوكرانية في ماريوبول، رمزاً لمقاومة محاولات روسيا الأوسع للسيطرة على مساحات من شرق وجنوب أوكرانيا في الحرب المستمرة منذ عشرة أسابيع.
كذلك وتحت وطأة القصف المكثف، حوصر المقاتلون والمدنيون لأسابيع في المخابئ والأنفاق العميقة تحت أرض الموقع، دون ما يكفيهم من الطعام والماء والدواء.
فيما تعهد مقاتلو المقاومة الأوكرانية في المصنع بعدم الاستسلام، وتسعى القوات الروسية لإعلان النصر في المعركة الطويلة للسيطرة على المصنع المترامي الأطراف، قبل الاحتفالات بيوم النصر الإثنين، في موسكو، والتي تحيي ذكرى انتصار الاتحاد السوفييتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، وفق ما ذكرته رويترز.
من جانبها، قالت قيادة الجيش الأوكراني إن القوات الروسية، بدعم من الدبابات والمدفعية، حاولت مرة أخرى السبت اقتحام آزوفستال، في إطار هجوم شرس لطرد آخر المدافعين الأوكرانيين عن المدينة الساحلية الاستراتيجية المطلة على بحر آزوف.