اقتحم عشرات المستوطنين، الأحد 8 مايو/أيار 2022، المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي، بينما ذكرت تقارير فلسطينية أن هناك اتصالات مصرية لوقف التصعيد، على خلفية الاقتحامات المتتالية للمستوطنين والاعتداءات على الفلسطينيين.
منذ بداية شهر رمضان الماضي، دأب المستوطنون على اقتحام الأقصى بشكل شبه يومي؛ ما تسبب في استفزاز الفلسطينيين، الذين تعرضوا أيضاً لاعتداءات متكررة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
فيما توترت الأوضاع خلال اليومين الماضيين، خاصة بعد عملية بلدية إلعاد التي قُتل خلالها 3 مستوطنين، وفشل سلطات الاحتلال إلى حدود الأحد 8 مايو/أيار، في توقيف المنفذين.
اقتحام المسجد الأقصى بحماية الشرطة
وكالة الأنباء الفلسطينية قالت إن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات، من جهة باب المغاربة، وأدوا طقوساً تلمودية ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، واستمعوا لشروحات مزيفة حول الهيكل المزعوم.
فيما كانت شرطة الاحتلال الإسرائيلي منعت عشرات المواطنين من الدخول والصلاة في المسجد الأقصى خلال ساعات فجر اليوم الأحد.
كما أوضحت وكالة الأنباء الفلسطينية أن شرطة الاحتلال المتمركزة عند أبواب المسجد الأقصى منعت مجموعة من الشبان والشابات والسيدات من دخول المسجد.
فيما قال شهود عيان، إن شرطة الاحتلال أبلغت مَن منعتهم من الدخول، أن يعودوا عصراً للمسجد الأقصى، كأنها تُحاول إبعاد الفلسطينيين عنه خلال فترات اقتحام المستوطنين الصباحية والمسائية.
كما أكدوا أن من مُنعوا من دخول الأقصى اليوم (الأحد)، لم يصدر بحقهم أي أمر إبعاد، ولم تفحص عناصر الشرطة ذلك، وكانت تسعى فقط لإبعاد الشبان والسيدات؛ كي لا يتصدوا لأي اقتحام.
رداً على إجراءات سلطات الاحتلال، انطلقت دعوات مقدسية تحث على شد الرحال للمسجد الأقصى والرباط فيه، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية.
اتصالات مصرية لمنع التصعيد
من جهتها، كشفت صحيفة "الأيام" الفلسطينية، السبت 7 مايو/أيار، نقلاً عن مصدر، وجود اتصالات مكثفة يجريها مسؤولو المخابرات المصرية، من أجل التوصل إلى صيغة تفاهمات مقبولة للاحتلال والفصائل؛ لنزع فتيل التوتر ومنع تدهور الأوضاع الأمنية في المنطقة إثر الاقتحامات الإسرائيلية المتكررة للمسجد الأقصى.
أوضح مصدر الصحيفة الفلسطينية أن التفاهمات التي عرضها المسؤولون المصريون خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية، تحديداً قبل عملية "إلعاد" التي قتل فيها ثلاثة إسرائيليين، تشمل وقف الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى أو تخفيضها للحد الأدنى.
إضافة إلى فتح المعابر مع قطاع غزة، وإلغاء الإجراءات العقابية الأخيرة، مقابل التزام الفصائل بعدم إطلاق الصواريخ من القطاع على إسرائيل، وعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل شهر رمضان.
أضاف المصدر ذاته أن هناك بعض القضايا التي لم يتم الاتفاق عليها حتى اللحظة، و"لكن من المرجح أن يتم تجاوزها قريباً، خصوصاً مطلب إسرائيل وقف العمليات المسلحة في الضفة الغربية والداخل، والذي ردّت عليه الفصائل بأن ما يجري في الضفة والداخل عمل فردي في الغالب، ونتاج رد فعل على الجرائم الإسرائيلية هناك".
تابع المصدر قائلاً: "كان من الممكن التوصل إلى تفاهم بهذا الخصوص، خصوصاً بعد نجاح المصريين في ضبط الأوضاع الأمنية بغزة، وعدم حدوث أي عمل عسكري رداً على اقتحام المسجد الأقصى".
كما بيّن أن عملية "إلعاد" قد تسهم في تأخير التفاهمات الجديدة، خصوصاً مع خروج أصوات قوية داخل إسرائيل تطالب باغتيال قيادات المقاومة، وعلى رأسها رئيس حركة حماس بغزة يحيى السنوار، الأمر الذي تأخذه الفصائل وحركة حماس تحديداً على محمل الجد.