قالت جالينا بورتر نائبة المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، الجمعة 6 مايو/أيار 2022، إن تقديرات أمريكية تشير إلى أن كوريا الشمالية تعد موقع بونجي-ري للتجارب النووية، وقد تكون مستعدة لإجراء تجربة نووية فيه في وقت مبكر من الشهر نفسه.
أضافت بورتر في إفادة صحفية: "هذا التقييم يتفق مع التصريحات العامة الصادرة من كوريا الشمالية في الآونة الأخيرة. تبادلنا هذه المعلومات مع الحلفاء والشركاء وسنواصل التنسيق معهم عن كثب".
كوريا الشمالية تطلق صاروخاً باليستياً
يأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه كل من كوريا الجنوبية واليابان، يوم الأربعاء، إن كوريا الشمالية أطلقت صاروخاً باليستياً نحو البحر قبالة ساحلها الشرقي، بعد أسبوع من تعهد بيونغ يانغ بتطوير قواتها النووية "بأسرع وتيرة ممكنة".
هذا الإطلاق هو الرابع عشر بين اختبارات الصواريخ المعروفة التي أجرتها كوريا الشمالية منذ بداية عام 2022، ويأتي قبل أيام من تولي رئيس كوريا الجنوبية المنتخب، يون سوك-يول، منصبه في العاشر من مايو/أيار.
يأتي هذا الإطلاق بعد أقل من ثلاثة أسابيع على إطلاق كوريا الشمالية سلاحاً تكتيكياً موجهاً جديداً في 16 أبريل/نيسان، بهدف تعزيز القدرات النووية للبلاد.
من ناحية أخرى ذكرت هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية، أنها رصدت الإطلاق في منتصف النهار تقريباً من منطقة سونان في بيونغ يانغ. وسبق أن أطلقت كوريا الشمالية ما زعمت أنه الصاروخ هواسونج-17، وهو نوع جديد من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، من سونان في 24 مارس/آذار 2022.
كما أضافت هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية، أن الصاروخ حلّق لمسافة 470 كيلومتراً، ووصل إلى ارتفاع 780 كيلو متراً.
"الصواريخ تشكل تهديداً خطيراً للسلام"
في سياق ذي صلة، قالت هيئة الأركان في بيان: "السلسلة التي تمت مؤخراً من عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية من كوريا الشمالية تشكل تهديداً خطيراً للسلام والأمن ليس فقط في شبه الجزيرة الكورية، بل على المجتمع الدولي أيضاً"، وحثت هيئة الأركان الكورية الجنوبية كوريا الشمالية على التوقف فوراً عن مثل تلك الإجراءات.
فيما ندد مكتب رئيس كوريا الجنوبية المنتهية ولايته ومكتب الرئيس المنتخب حديثاً بعملية الإطلاق.
كما نددت الولايات المتحدة بالتجربة، ودعت بيونغ يانغ مجدداً للعودة إلى طاولة المفاوضات؛ لبحث برامجها النووية والصاروخية، وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: "مثلما حدث مؤخراً عندما أطلقت جمهورية كوريا الشمالية، على الأقل ثلاثة صواريخ عابرة للقارات، فإن هذا الإطلاق يمثل انتهاكاً واضحاً للقرارات المتعددة التي أصدرها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".
في حين قال الجيش الأمريكي في بيان، إن الولايات المتحدة تحث بيونغ يانغ على الامتناع عن مزيد من الأعمال المزعزعة للاستقرار، وجاء في البيان: "على الرغم من تقييمنا أن هذا الحدث لا يشكل تهديداً مباشراً للعسكريين الأمريكيين أو لأراضي الولايات المتحدة أو لأراضي حلفائنا، فإننا سنواصل مراقبة الوضع".
اليابان تتحدث عن صاروخ باليستي لكوريا الشمالية
كما أبلغ خفر السواحل الياباني عن إطلاق ما يشتبه بأنه صاروخ باليستي من كوريا الشمالية.
حيث قدّر ماكوتو أونيكي، نائب وزير الدفاع الياباني، مدى الصاروخ بنحو 500 كيلومتر والحد الأقصى لارتفاعه 800 كيلومتر. وأشار إلى أن الوزارة ما زالت تحلل البيانات لتحديد نوعه.
كما قال رئيس الوزراء الياباني للصحفيين: "الإجراء الأخير الذي قامت به كوريا الشمالية، بما يتضمن عمليات إطلاق متكررة للصواريخ، لا يمكن التسامح معه، إذ يشكل تهديداً لأمن وسلامة المنطقة والمجتمع الدولي"، وأضاف أن بلاده تقدمت باحتجاج بحق كوريا الشمالية.
كان كيم جونغ أون، زعيم كوريا الشمالية، قد تعهد بتسريع تطوير الترسانة النووية لبلاده، وذلك بينما كان يشرف على عرض عسكري ضخم. ولا تزال المحادثات مع الولايات المتحدة، الرامية إلى إخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي، متعثرة.
فيما جاء اختبار إطلاق الصاروخ، الأربعاء، بينما عقد مبعوثان نوويان من كوريا الجنوبية واليابان محادثات في سيول، وحثا الشمال على وقف تصعيد التوتر والعودة للديمقراطية، وفقاً لما قالته وزارة خارجية كوريا الجنوبية.