عاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رسمياً إلى قصر الإليزيه، بعد أن أقيم السبت 7 مايو/أيار 2022، حفل تنصيبه لولاية ثانية رئيساً للجمهورية الفرنسية، كما وجَّه ماكرون رسالةً إلى الفرنسيين حسب مانشرته وكالة الأنياء الفرنسية.
وماكرون أول رئيس يفوز بولايتين متتاليتين منذ عقدين، لكنه لم يعلن بعد عن الشخصية التي سيسند إليها منصب رئيس الوزراء في ولايته الجديدة.
وبعد تأكيد رئيس المجلس الدستوري لوران فابيوس فوز ماكرون في الدورة الثانية، في 24 أبريل/نيسان، أمام المرشحة اليمينية المتطرفة مارين لوبان بحصوله على 58,55% من الأصوات، دعا الرئيس الفرنسي في كلمة مقتضبة إلى "التحرك دونما هوادة"، لتكون فرنسا "أكثر استقلالاً".
وكان تنصيب الرئيس الرابع، الذي يُعاد انتخابه في ظل الجمهورية الخامسة في فرنسا، بعد ديغول وميتران وشيراك، مشابهاً لما حصل مع أسلافه هؤلاء، من دون الخروج من القصر الرئاسي. ونُقلت المراسم على كل المحطات التلفزيونية الرئيسية في البلاد.
كلمة ماكرون في حفل تنصيبه
ألقى رئيس البلاد بعد ذلك كلمة أمام نحو 450 شخصية مدعوة وأفراد عائلته، من بينهم زوجته بريجيت وأصدقاء وأعضاء الحكومة ورئيس الوزراء جان كاستكس، فضلاً عن كبار المسؤولين في مجلسي البرلمان، وممثلين عن الجامعات والنقابات والأديان وغيرهم.
وقد دعا الرئيس المعاد انتخابه أيضاً مقدمي رعاية صحية ومسؤولين محليين منتخبين ومسؤولي جمعيات ورياضيين وشباباً، للتذكير بالأولويات التي سيعمل عليها في ولايته الجديدة، ومن بينها إصلاح النظام الاستشفائي.
وسيحدد في كلمته الاتجاهات الرئيسية لولايته الثانية، قبل أن ينتقل إلى الحديقة ليستعرض ثلة من القوات المسلحة على وقع النشيد الوطني الفرنسي. وتطلق 21 طلقة مدفع من ساحة ليز أنفاليد.
حزب "النهضة"
إلا أن الولاية الرئاسية الجديدة تبدأ رسمياً في 14 مايو/أيار. ويأتي تعيين رئيس وزراء جديد بعد هذا التاريخ، في حين أن الانتخابات التشريعية تُجرى بعد شهر من ذلك، وتُغذِّي صعوبات ماكرون المحتملة في إيجاد الشخصية المناسبة لقيادة الحكومة التكهنات.
وكالة الأنباء الفرنسية قالت إن فيرونيك بيداغ، مديرة مكتب رئيس الوزراء السابق، إيمانويل فالس، والمديرة العامة لمجموعة "نكسيتي" العقارية راهناً، يبدو أنها رفضت العرض، فضلاً عن النائبة الاشتراكية فاليري رابو، التي قالت إنها تم الاتصال بها، لكنها رفضت، لكي لا تضطر إلى رفع سن التقاعد إلى 65 عاماً.
في المقابل، يؤكد قصر الإليزيه أن "الرئيس لم يقترح منصب رئيس الوزراء على أي شخص". وتوقع المؤرخ الفرنسي جان غاريغ سلسلة من الصعوبات أمام ماكرون على هذا الصعيد. وذكر خصوصاً "المشهد السياسي المتشرذم" الذي يواجهه "من دون أي ثقافة حزبية" داخل حركته، التي باتت تعرف باسم حزب النهضة و"طبيعة تموضعه السياسي في اليمين واليسار في آن".
ويشارك ماكرون الأحد في مراسم ذكرى انتصار الحلفاء على ألمانيا النازية، في الثامن من مايو/أيار 1945. وينتقل الإثنين إلى ستراسبورغ بمناسبة يوم أوروبا، ليلقي خطاباً في البرلمان الأوروبي، قبل أن يتوجه إلى برلين للقاء المستشار الألماني أولاف شولتس، في أول زيارة له إلى الخارج منذ إعادة انتخابه.