تمكن عدد من عائلات ضحايا "مجزرة التضامن" في إحدى ضواحي دمشق من التعرف على أبنائهم الذين قتلوا بوحشية على يد عناصر من النظام السوري، وفقاً لما نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، السبت 7 مايو/أيار 2022.
وجرى التعرف على ما مجموعه ستة رجال يظهرون في اللحظات الأخيرة من حياتهم في الفيديو المروع الذي كشفت عنه الصحيفة البريطانية في وقت سابق من شهر أبريل/نيسان الماضي.
ونقلت الصحيفة عن عائلة أحد الضحايا ويدعى وسيم صيام من مخيم اليرموك أنه كان يبلغ من العمر 33 عاماً عندما قُتل ولديه ابنتان، تبلغان من العمر الآن 15 و 13 عاماً.
إذ قال والد صيام إنه تعرف على ابنه بالطريقة التي ركض بها، مضيفاً: "أرسل لي صديقي الذي يعيش في هولندا الفيديو وشاهدته أكثر من مرة ولاحظت أن هناك شخصاً يجري بطريقة مألوفة بالنسبة لي.. لقد كان ولدي".
بينما تم التعرف على الضحايا الثلاثة الآخرين وتبين أنهم من التركمان السوريين وهم كل من شامان الظاهر وابناه عمر ومطلق.
إذ جرى التعرف على عمر وشامان من قبل أفراد أسرتهما الذين قالوا إنهما أعدما على يد عناصر النظام السوري، فيما كان مطلق مقتولاً بالفعل عند رميه في حفرة.
الصحيفة أشارت إلى أن شامان كان يبلغ من العمر 63 عاماً، واعتقل مع ولديه خلال مداهمة لمنزله جرت في 16 أبريل/نيسان 2013، نفس اليوم الذي وقعت به المجزرة.
أما الضحية الخامس الذي تم التعرف عليه فهو لؤي الكبرة، وهو من سكان مخيم اليرموك للاجئين، ويعمل في مجال الإغاثة الأولية بحسب مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا.
بينما الضحية السادس يدعى سعيد أحمد خطاب (27 عاماً) وكان يعمل حلاقاً في مخيم اليرموك أيضاً.
تصفية العشرات في حي التضامن
ونشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية الأسبوع الماضي مقاطع فيديو مروعة تعود لعام 2013 تظهر تصفية عشرات الأشخاص على أيدي عناصر من القوات الحكومية في حي التضامن في دمشق.
ووثق تحقيق الغارديان الذي أعده الباحثان أنصار شحود وأوغور أوميت أونجور، العاملان في "مركز الهولوكوست والإبادة الجماعية" في جامعة أمستردام، الجريمة بالفيديو وباسم مرتكبها وصورته.
الصحيفة قالت إن "هذه قصة جريمة حرب قام بها أحد أشهر الأفرع التابعة للنظام السوري، الفرع 227 يعرف بفرع المنطقة من جهاز المخابرات العسكرية"، حيث تم إلقاء القبض على مجموعات من المدنيين، وكانوا معصوبي الأعين، ومقيدي الأيدي، وساروا نحو حفرة الإعدام، غير مدركين أنهم على وشك أن يقتلوا بالرصاص.
التحقيق أشار إلى أنه "عندما انتهت عمليات القتل، لقي ما لا يقل عن 41 رجلاً مصرعهم في المقبرة الجماعية بالتضامن، وسكب قتلتهم الوقود على رفاتهم وأشعلوها ضاحكين وهم يتسترون على جريمة حرب".
ويقع حي التضامن خارج البوابة الجنوبية لمدينة دمشق القديمة، على أطراف حي الميدان الدمشقي، وإلى الجنوب الغربي من حي باب شرقي الذي يعتبر قلب الحياة الليلية الصاخبة لمدينة دمشق.
وقد شهد حي التضامن في العام 2011 احتجاجات سلمية، ليرد النظام السوري على ذلك عبر إنشاء "مجموعات الشبيحة"، وهي ميليشيات قامت بقمع الاحتجاجات بطريقة شديدة العنف.