تُوفِّي نحو 15 مليون شخص حول العالم بسبب جائحة كوفيد وفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية، التي نشرتها صحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 6 مايو/أيار 2022، وهو رقمٌ يساوي أكثر من ضعف حصيلة الوفيات الرسمية.
بحسب الصحيفة، فقد جاء الرقم مبنياً على مفهوم "الوفيات الزائدة"، التي تُساوي عدد الوفيات الفعلي الزائد على أعداد الوفيات المتوقعة في غياب الجائحة، كما يضم الأشخاص المتوفين بسبب كوفيد وأولئك المتوفين نتيجة الجائحة بصورةٍ غير مباشرة.
حيث تُشير أرقام منظمة الصحة العالمية إلى وقوع ما يتراوح بين 13.3 و16.6 مليون حالة وفيات زائدة خلال الفترة ما بين الأول من يناير/كانون الثاني 2020 والـ31 من ديسمبر/كانون الأول 2021.
البيانات تشير إلى أن الغاليبة العظمى من هذه الوفيات وقعت في مناطق جنوب شرقي آسيا، وأوروبا، والأمريكتين.
كما وجدت منظمة الصحة العالمية أيضاً، أن 53% من الوفيات الزائدة وقعت في الدول منخفضة إلى متوسطة الدخل، و15% في الدول مرتفعة الدخل، و4% فقط في الدول منخفضة الدخل. كما لعب النوع والسن دورهما أيضاً، حيث جاءت حالات الوفاة بين الذكور بنسبة 57%.
من جانبه، قال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسيوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: "تُشير هذه البيانات المثيرة للانتباه إلى تأثير الجائحة، وحاجة جميع الدول إلى الاستثمار أكثر في أنظمةٍ صحية أكثر مرونة؛ حتى تتمكن من الحفاظ على استمرارية توافر الخدمات الصحية الأساسية في أثناء الجائحة، وضمن ذلك أنظمة المعلومات الصحية الأكثر قوة".
كما أشارت منظمة الصحة العالمية إلى الإبلاغ عن 5.42 مليون حالة وفاة بسبب كوفيد رسمياً، بينما أوردت بيانات جامعة جونز هوبكنز أن الحصيلة الإجمالية تجاوزت ستة ملايين حالة وفاة.
لكن منظمة الصحة العالمية أوضحت أن كثيراً من وفيات كوفيد لم يتم تسجيلها، بسبب عوامل، منها قلة الاختبارات، واختلاف قواعد تحرير شهادات الوفاة.
كما لا تأخذ تلك الأرقام بعين الاعتبار حالات الوفاة المرتبطة بالجائحة بصورةٍ غير مباشرة، مثل المرضى الذين لم يحصلوا على الرعاية اللازمة لحالتهم الصحية بسبب إنهاك الخدمات الصحية أو لأنهم تجنبوا التوجه إلى مرافق الرعاية الصحية، سواءً لخوفهم من الإصابة بعدوى كوفيد أو زيادة الضغط على الخدمات المستنزفة.
وقال الأستاذ جون إدموندز، عالم الأوبئة في مدرسة لندن لحفظ الصحة وطب المناطق الحارة: "إن النظر إلى الوفيات الزائدة يمنحنا صورةً أكثر اكتمالاً عن تأثير الجائحة على إجمالي الوفيات مقارنةً بالنظر إلى الوفيات الناتجة عن كوفيد فقط".
وأردف: "من المؤسف أن رقم 15 مليون حالة وفاة تقريباً حول العالم خلال أول عامين من الجائحة، رقمٌ أكثر دقة بكثير من الستة ملايين حالة وفاة تقريباً التي جرى تسجيلها".