أجرى مدير المخابرات الأمريكية وليام بيرنز، رحلة غير معلنة إلى السعودية، أبريل/نيسان الماضي، للقاء ولي العهد محمد بن سلمان في خطوة لـ"إصلاح العلاقات" مع شريك رئيسي في الشرق الأوسط، وذلك وفقاً لما نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، الأربعاء 4 مايو/أيار 2022.
الصحيفة الأمريكية نقلت تسريبات الزيارة عن مسؤولين أمريكيين وسعوديين، لم تكشف أسماءهم؛ إذ أشارت إلى أنها جرت في منتصف أبريل في مدينة جدة الساحلية.
ومن المتوقع أن تكون المحادثات دارت "حول المصادر الأخيرة للتوتر الأمريكي السعودي والتي تشمل إنتاج النفط، و الغزو الروسي لأوكرانيا، والاتفاق النووي الإيراني، والحرب في اليمن"، وفقاً للصحيفة التي أكدت أن تفاصيل ما ناقشه الرجلان لم تكن متاحة.
بينما نقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي قوله إن "المحادثة كانت جيدة، وأجريت بلهجة أفضل من المحادثات السابقة".
فيما رفضت متحدثة باسم وكالة الاستخبارات المركزية التعليق للصحيفة على المعلومات حول رحلة بيرنز.
وشغل وليام بيرنز مدير المخابرات الأمريكية، وهو أيضاً نائب سابق لوزير الخارجية، مناصب في الشرق الأوسط، وقد درس العربية، بل ساعد خلال إدارة أوباما، في قيادة محادثات سرية مع إيران أدت إلى اتفاق متعدد الدول في عام 2015 للحد من تطوير طهران النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية.
التوتر بين المملكة وواشنطن
وتجري الزيارة، وفقاً للصحيفة الأمريكية، في وقت وصلت فيه العلاقة بين واشنطن والرياض إلى أدنى مستوياتها منذ عقود.
وخلال ترشحه لرئاسة الولايات المتحدة، قال الرئيس جو بايدن في عام 2019 إنه يجب معاملة المملكة كدولة "منبوذة" بما يخص قضايا حقوق الإنسان؛ مثل مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
وفي العام الماضي، خلص تقييم سري للمخابرات الأمريكية، أصدره جو بايدن، إلى أن الأمير محمد بن سلمان وافق على عملية للقبض على خاشقجي أو قتله، مما أدى إلى مقتله وتقطيع أوصاله عام 2018 داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.
من جانبه، نفى ولي العهد السعودي ضلوعه في عملية القتل، وأخبر مستشار الأمن القومي لبايدن في سبتمبر/أيلول أنه لا يريد أبداً مناقشة الأمر مرة أخرى، وفقاً للصحيفة.
ومنذ ذلك الوقت، رفضت السعودية طلبات الولايات المتحدة بضخ المزيد من النفط لترويض الأسعار وتقويض مساعي موسكو لتمويل الحرب في أوكرانيا.
وكان البيت الأبيض قد أكد في وقت سابق أن واشنطن ملتزمة بدعم الدفاع عن الأراضي السعودية، وقال مسؤول سعودي في سفارة المملكة في واشنطن إن العلاقة مع الولايات المتحدة لا تزال قوية.
وفي محاولة لرأب الصدع، زار العديد من المسؤولين الأمريكيين المملكة مراراً وتكراراً في العام الماضي بهدف معالجة المخاوف السعودية بشأن التهديدات الأمنية من إيران والمتمردين الحوثيين الذين تدعمهم إيران في اليمن.
ورغم معارضة بايدن لأي تنازلات واسعة النطاق للسعوديين، اعترف المسؤولون بإحراز تقدم متواضع فقط.