قالت وزارة الخارجية الروسية الأربعاء 4 مايو/أيار 2022، إن "مرتزقة إسرائيليين" يقاتلون في أوكرانيا إلى جانب كتيبة آزوف التي تصفها روسيا بـ"النازية"، في تصعيد جديد بعد اتهام موسكو الثلاثاء 3 مايو/أيار تل أبيب بدعم "النازيين الجدد".
إذ قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا لإذاعة سبوتنيك: "سأقول شيئًا لا يرغب السياسيون الإسرائيليون في سماعه على الأرجح لكن قد يفيدهم. في أوكرانيا يقف المرتزقة الإسرائيليون جنباً إلى جنب مع مقاتلي آزوف".
مزيد من الجدل بين موسكو وتل أبيب
بتأكيدها أن الإسرائيليين يقاتلون إلى جانب آزوف، تواصل موسكو إثارة الجدل الذي بدأ بعدما تحدث وزير الخارجية سيرغي لافروف الأحد عن "دم يهودي" لدى أدولف هتلر، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
حيث أثارت التصريحات غضب إسرائيل التي وصفتها بـ "الفاضحة ولا تغتفر" وبـ"الخطأ التاريخي المروّع". ومساء الثلاثاء صبّت وزارة الخارجية الروسية الزيت على النار باتهامها إسرائيل بـ"دعم نظام النازيين الجدد في كييف".
كانت كتيبة آزوف الأوكرانية تأسست في 2014 من قبل ناشطين من اليمين المتطرف قبل دمجها في القوات النظامية، وأثبتت أنها من أشرس المعارضين للقوات الروسية التي تشن هجوماً عسكرياً على أوكرانيا منذ 24 شباط/فبراير.
كما رفض أفرادها مع مقاتلين أوكرانيين آخرين خصوصاً إلقاء أسلحتهم في ميناء ماريوبول المحاصر (جنوب شرق) حيث يتحصن آخر المدافعين عن المدينة في مصنع آزوفستال للمعادن الذي شنت قوات موسكو هجوماً عليه الثلاثاء.
بينما يرى عدد من الأوكرانيين أن أعضاء كتيبة آزوف هم أبطال، لكن روسيا تعتبرهم "فاشيين" و"نازيين" يرتكبون فظائع.
من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت: "صُدمت من تصريحات وزير الخارجية الروسي، لقد أثار غضبي الشديد واشمئزازي، لقد اختار لافروف أن ينشر أكاذيب مروعة برائحة معاداة السامية، إنني أتوقع منه التراجع والاعتذار".
توتر العلاقات بين روسيا وإسرائيل
الخلافات بين روسيا وإسرائيل تصاعدت مؤخراً، عقب تصويت تل أبيب لصالح تعليق عضوية موسكو بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والاتهامات التي وجَّهها وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد لموسكو، بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا.
إذ استدعت موسكو، في وقت سابق، السفير الإسرائيلي بن تسفي، على خلفية تصريحات لابيد، وهو ما أثار قلقاً إسرائيلياً من تداعيات الغضب الروسي على وضعها في سوريا.
حيث تسمح موسكو لتل أبيب بتوجيه ضربات عسكرية بحرية، لكن الرد الروسي الغاضب قد ينذر بفقدان روسيا صبرها على تل أبيب، حسبما ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.
كما أنه منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، كانت إسرائيل تسعى لتحقيق التوازن بين إرضاء حلفائها الغربيين وعدم جلب سخط روسيا، التي أصبحت فعلياً جارتها الشمالية، من خلال سيطرتها الكاملة على الأجواء السورية.
لذا لم تنضم إسرائيل إلى عقوبات الدول الغربية ضد روسيا، وامتنعت عن بيع الأسلحة إلى أوكرانيا.
فيما أدى تباطؤ إسرائيل في إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، إلى إثارة غضب الولايات المتحدة، ويبدو أن محاولة إسرائيل لإرضاء الأخيرة عبر تشديد موقفها إزاء روسيا، عبر التصويت لصالح طردها من مجلس حقوق الإنسان، قد أغضب الأخيرة بدورها.