بينما يواصل المغرب جهوده من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي مع إسبانيا لتدفق عكسي للغاز من أوروبا في اتجاه المملكة عبر خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي، قال موقع Africa Intelligence الفرنسي، إن خطط استخدام خط الأنابيب تتقدم ببطء.
الموقع الاستخباراتي الفرنسي أشار في التقرير الذي نشره الأربعاء 4 مايو/أيار 2022، إلى أن هذا التقدم يأتي على الرغم من تصاعد الحرب الكلامية بين الجزائر من جهة، وإسبانيا والمغرب من جهة أخرى، حول خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي.
إذ إنه في 27 أبريل/نيسان، أشار وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب إلى أن الجزائر تعارض استخدام الغاز الذي تلقته إسبانيا لإعادة تصديره إلى الرباط عبر خط الأنابيب المغاربي الأوروبي، والذي كان قد مكَّن الجزائر، قبل إغلاقه في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، من إمداد إسبانيا بالغاز عبر المغرب.
كما هدَّد الوزير بإلغاء عقود التوريد بين شركة سناطراك الجزائرية وعملائها الإسبان بعد أن أبلغته نظيرته الإسبانية تيريزا ريبيرا، بقرارها تفويض القسم الإسباني المغربي من خط الأنابيب المغاربي الأوروبي لاستخدامه في إرسال الغاز في الاتجاه المعاكس إلى الرباط.
تجارب ناجحة لنقل الغاز إلى المغرب
وفقاً لمصادر موقع Africa Intelligence، أجرت شركة إيناغاز الإسبانية لتوزيع الغاز اختباراتٍ ناجحة مؤخَّراً مع عكس تدفُّق الغاز في خط الأنابيب. ولكن، بصرف النظر عن أن إيناغاز لم تنشر بعد اتفاقيةً مع المغرب، لا يوجد غازٌ في الوقت الحالي لإرساله.
بينما لم تسفر المشاورات المغلقة التي أجرتها وزيرة الطاقة المغربية ليلى بن علي بهدف إبرام عقود طويلة الأجل لتسليم الغاز الطبيعي المسال إلى محطات استقبال إسبانيا لإعادة تحويله إلى غاز وإعادة تسليمه عبر خط الأنابيب المغاربي الأوروبي، عن نتائج، بحسب ما أفادت به مصادر مُطَّلِعة على الأمر.
كما لم يتمكَّن مفاوضو الوزارة من التفاوض على شروط مواتية لعقود الخمس سنوات التي تريدها الوزيرة، في وقتٍ وصلت فيه أسعار الغاز الطبيعي المسال إلى مستويات قياسية بسبب الهجوم الروسي على أوكرانيا والجهود التي تبذلها الدول الأوروبية للاستغناء عن الغاز الروسي.
الرباط تبحث عن موردين آخرين
بعيداً عن هذه المفاوضات التجارية البحتة، قد يحاول المغرب استخدام علاقاته الوثيقة مع بعض الدول الكبرى المنتجة للغاز للحصول على امتيازات.
فقد ذهب رئيس الوزراء المغربي عزيز أخنوش إلى قطر في فبراير/شباط، وكانت الإمارات ضيف شرف في مؤتمر الطاقة الخامس عشر الذي نظَّمَته ليلى بن علي في الرباط، منتصف مارس/آذار.
بينما دعا محمد السادس ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان للإفطار معه في 9 أبريل/نيسان، الذي وافَقَ يوم 8 رمضان، في مقر إقامته الملكي في مدينة سلا المغربية.
بحسب ما ورد، كانت شركة قطرغاز وشركة بترول أبوظبي الوطنية من بين المُورِّدين الذين اتصلت بهم وزارة الطاقة، إلى جانب شركة ريبسول الإسبانية وشركاتٍ رائدةٍ في تجارة النفط.