منعت إسرائيل، الثلاثاء 3 مايو/أيار 2022 رفع أذان صلاة العشاء، في السماعات الخارجية للمسجد الأقصى، بمدينة القدس الشرقية، بسبب خطابات لمسؤولين إسرائيليين عند حائط البراق، الملاصق للمسجد.
في حين قال بيان دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس (تابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية)، إن "السلطات الإسرائيلية قطعت أسلاك السماعات الخارجية التابعة للمسجد الأقصى، قبل موعد أذان العشاء.
منع أذان العشاء في الأقصى
بيان دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس قال كذلك إن "قطع أسلاك السماعات الخارجية، جاء بسبب إلقاء كلمات لمسؤولين إسرائيليين، في منطقة (حائط البراق) الملاصقة للمسجد الأقصى".
فيما تتزامن كلمات المسؤولين الإسرائيليين، من بينهم الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ، مع ما يسمى "يوم الذكرى" في إسرائيل، الذي يتذكر فيه اليهود قتلاهم في المعارك واقتصر رفع الأذان في السماعات الداخلية، بحسب بيان دائرة الأوقاف الإسلامية.
يذكر أن حائط البراق سيطرت عليه إسرائيل منذ حرب يونيو/حزيران 1967، ويسمونه "حائط المبكى"، وهو محاذٍ لباب المغاربة المقابل لحي المغاربة الذي هدمته لتوسيع الساحة المجاورة للحائط، لتقام فيها صلوات شعائرية.
في حين يتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة في 1967، ولا بضمها إليها في 1981.
حماس تعلق على منع الأذان
من جانبه قال طارق عز الدين، المتحدث الرسمي باسم حركة الجهاد الإسلامي عن الضفة الغربية إن: "منع رفع أذان العشاء في المسجد الأقصى المبارك، تعدّ صارخ على الشعائر الدينية للمسلمين".
كذلك فقد قال: "إن منع رفع الأذان بتحريض من المستوطنين، يعتبر تجاوزاً خطيراً للخطوط الحمراء من قبل شرطة الاحتلال".
يأتي ذلك في الوقت الذي دعت فيه جماعات إسرائيلية متطرفة إلى اقتحام المسجد الأقصى الخميس 5 مايو/أيار 2022، بالتزامن مع ذكرى النكبة، أو ما يعرف لدى تل أبيب بعيد الاستقلال.
حيث دعت جماعة "نشطاء لأجل الهيكل" اليمينية (غير حكومية)، في منشور عبر شبكات التواصل الاجتماعي، إلى "الاحتفال بالاستقلال في جبل الهيكل" في إشارة إلى المسجد الأقصى.
تضمن المنشور دعوة إلى "التلويح بعلمنا وترديد النشيد الوطني" الإسرائيلي خلال الاحتفالات التي أشار إلى أنها ستتم على مرحلتين صباحية ومسائية.
كانت الشرطة الإسرائيلية أوقفت الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى لفترة العشر الأواخر من شهر رمضان وأيام عيد الفطر، ويتوقع أن تستأنف الاقتحامات الخميس، رغم أن الشرطة الإسرائيلية لم تعلن ذلك رسمياً بعد.
فيما شهد "الأقصى" خلال شهر رمضان الفائت توترات شديدة مع اقتحامات إسرائيلية متعددة لباحات المسجد خلفت عشرات الجرحى والمعتقلين.
تحذير وتهديد
رداً على ذلك، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، في تغريدة: "رفع العلم وغناء النشيد الإسرائيلي في الحرم الشريف تحدٍّ صارخ لمشاعر الفلسطينيين والعرب والمسلمين".
أضاف كذلك: "تهديد المستوطنين بذلك هو استمرار لحملات متطرفة عنصرية تسعى لتكريس التقسيم في الحرم الشريف وإشعال حرب وطنية دينية في المنطقة".
كان رئيس رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، يحيى السنوار، قد هدد الاحتلال السبت 30 أبريل/نيسان 2022، بأن "عليه أن يتجهز لمعركة كبيرة إذا لم يتوقف عن استباحة الأقصى".
في حين استعرض السنوار صورة اقتحام جنود الاحتلال للمسجد القبلي بنعالهم، وقال معلقاً عليها إن "هذه الصورة أو صورة مثيلة لها ممنوع أن تتكرر، ومن سيأخذ القرار بتكرار هذه الصورة باستباحة المسجد الأقصى فهو أخذ بنفسه قرار استباحة آلاف الكُنس حول العالم".
أضاف السنوار أن "الاحتلال يريدها معركة دينية ونحن لا نريدها كذلك، ولكن إذا أرادها الاحتلال معركة دينية فنحن قبلْنا التحدي".
كما أوضح أن "المساس بالقدس يعني حرباً إقليمية دينية، ولن نتردد في اتخاذ القرار وليكن الثمن ما يكون"، مضيفاً أن "على العالم أن يتحرك لمنع حرب إقليمية دينية ستحرق الأخضر واليابس".
كذلك فقد دعا السنوار كل الفصائل لـ"الاستعداد والجهوزية، لأن المعركة لن تنتهي بانتهاء شهر رمضان وإنما ستبدأ بعد نهايته".
دعوات لإنقاذ الأقصى
في سياق متصل انطلقت دعوات فلسطينية لأهالي الداخل المحتل بضرورة الحشد والزحف نحو المسجد الأقصى المبارك يوم الخميس لحمايته من التهويد ومخططات الجماعات الاستيطانية الاحتفال بداخله.
حيث أهابت الهيئة الوطنية لدعم وإسناد الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل، بجماهير الأراضي المحتلة عام 48، وكل من يستطيع الوصول للقدس، بالحشد والزحف يوم الخميس لساحات المسجد الأقصى لحمايته من إجرام الصهاينة ومنعهم من دخوله وتدنيسه.