يستمرّ كل من المغرب ونيجيريا في مسعاهما لتأمين تمويل مشروع ضخم لخطّ أنابيب يهدف إلى نقل الغاز النيجيري إلى شمال إفريقيا والأسواق الأوروبية، وفق تصريحات وزير النفط النيجيري الاثنين 2 مايو/أيار 2022.
وقعت نيجيريا والمغرب لأول مرّة اتفاقية بشأن المشروع في كانون الأول/ديسمبر 2016، وإلى جانب ربط البلدين، من المتوقع أيضاً أن يربط خطّ الأنابيب البالغ طوله 5660 كيلومتراً بعض البلدان الإفريقية الأخرى بأوروبا.
تمويل المشروع بين المغرب ونيجيريا
وكالة الأنباء الفرنسية التي أوردت الخبر قالت إن إمدادات الغاز الإفريقية أصبحت في دائرة الضوء بشكل متزايد، في وقت يتطلع فيه الاتحاد الأوروبي إلى تقليص الاعتماد على الإنتاج الروسي بعد الهجوم على أوكرانيا في فبراير/شباط.
قبل أربع سنوات، اتفق العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس النيجيري محمد بخاري على المشروع الضخم لنقل الغاز على طول ساحل المحيط الأطلسي في صفقة وقعت عام 2016.
إذ قال وزير الموارد البترولية النيجيري تيميبري سيلفا، إن خط الأنابيب الذي يسعى المغرب ونيجيريا تشييده، سيكون توسيعاً لمنشأة تضخّ الغاز من جنوب نيجيريا إلى بنين وتوغو وغانا منذ عام 2010.
كما أضاف المسؤول النيجيري: "نريد أن نمدّد خط الأنابيب هذا على طول الطريق إلى المغرب. في الوقت الحالي، ما زلنا في مرحلة الدراسات، وبالطبع نحن في مرحلة تأمين التمويل اللازم لهذا المشروع، وكثير من الجهات يبدي اهتماماً".
تابع قائلاً: "كان الروس معي في المكتب الأسبوع الماضي، وهم يرغبون بشدة في الاستثمار في هذا المشروع، وكثير غيرهم يرغبون أيضاً في الاستثمار فيه".
كما أشار إلى أنهم لم يُبرِموا أي ترتيب مالي لخط الأنابيب، وأضاف أن هناك "اهتماماً دولياً كبيراً واهتماماً لمستثمرين بالمشروع، لكننا لم نختر بعد المستثمرين".
لطالما نوقش إنشاء خط أنابيب لنقل موارد الغاز النيجيرية إلى شمال إفريقيا؛ حيث أجرت الجزائر محادثات مع نيجيريا عام 2002، بشأن خط أنابيب مماثل يعبر منطقة الساحل.
روسيا مهتمة بالاستثمار في المشروع
قال وزير الدولة النيجيري للموارد البترولية تيميبر سيلفا ، إنّ روسيا أبدت اهتمامها بالاستثمار في مشروع خط أنابيب الغاز المشترك بين المغرب ونيجيريا والمطروح منذ 2016.
أضاف الوزير تيميبر سيلفا للصحفيين في أبوجا: "كان الروس معي في المكتب الأسبوع الماضي. إنّهم يرغبون بشدة في الاستثمار في هذا المشروع، وهناك الكثير من الأشخاص الآخرون الذين يرغبون أيضاً في الاستثمار في المشروع".
الوزير النيجيري أوضح: "هذا خط أنابيب سينقل غازنا عبر العديد من البلدان في إفريقيا، وأيضاً على طول الطريق إلى حافة القارة الإفريقية، حيث يمكننا الوصول إلى السوق الأوروبية كذلك".
كما كشف سيلفا أنّ "حكومة الرئيس محمد بخاري تأمل في بدء المشروع على الأقل قبل مغادرته منصبه في أيار/مايو 2023″، فيما لم يذكر أية تفاصيل حول تكلفة المشروع والميزانيات المرصودة له.
فيما كانت شركة "وورلي بارسونز" الأسترالية أعلنت، الأسبوع الفائت، أنّها ستتولى مهمّة إدارة المرحلة الثانية من الدراسات الهندسية لمشروع أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا، موضحةً أنّ "الشركة الفرعية Intecsea" في هولندا ستتكلّف بتنسيق مرحلة التصميم والهندسة في الأشهر المقبلة، ما سيُسرّع وتيرة تشييد المشروع الضخم".
إذ تملك نيجيريا، العضو في منظمة البلدان المصدّرة للنفط (أوبك)، موارد ضخمة من الغاز، تشكّل أكبر احتياطي مؤكَّد في إفريقيا وسابع أكبر احتياطي عالمي.