قال وزير الدفاع الأمريكي السابق مارك إسبر إن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عبّر، حينما كان في المنصب، عن انزعاجه الشديد من أشخاص كانوا يتظاهرون أمام البيت الأبيض بالقول "ألا يمكنكم بكل بساطة أن تطلقوا النار عليهم؟".
قال إسبر في مقتطفات من كتاب له، نشرت الإثنين 2 مايو/آيار 2022، إنه كان جالساً في المكتب البيضوي حين ثار غضب الرئيس و"اشتكى بصوت عال من احتجاجات كانت جارية في واشنطن" على خلفية مقتل الأمريكي من أصل إفريقي جورج فلويد على يد شرطي في مدينة مينيابوليس مايو/آيار 2020.
كانت الاحتجاجات التي تخلّلتها أعمال عنف وصدامات بين محتجين وقوات الأمن، تندرج في إطار موجة تظاهرات عمّت البلاد بعد مقتل الأمريكي الأسود جورج فلويد.
"على أرجلهم"
وجاء في مقتطفات من مذكرات إسبر، اطّلع عليها موقع أكسيوس الإخباري، أن ترامب قال "ألا يمكنكم بكل بساطة أن تطلقوا النار عليهم؟ أن تطلقوا النار على أرجلهم؟"، بحسب ما نقل موقع "فرانس 24" الفرنسي.
الرواية التي سردها إسبر تؤكد على ما يبدو تقارير سابقة كانت قد أفادت بأن ترامب كان يعتبر أن على الجيش التدخل لقمع الاضطرابات الأهلية.
كان كتاب للصحفي مايكل بيندر صدر في وقت سابق قد أورد، نقلاً عن مصادر، أن رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي عارض طرح ترامب إقحام الجيش في إطار طلب لسيّد البيت الأبيض بالتشدد في التعامل مع الاضطرابات.
وكان بيندر قد نقل عن ترامب قوله "أطلقوا النار على أرجلهم أو ربما على أقدامهم… لكن اقسوا عليهم!".
واستخدمت شرطة الحدائق العامة الأمريكية وقوات الحرس الوطني الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لإبعاد المتظاهرين من محيط البيت الأبيض.
كان إسبر قد أعلن حينها أنه عارض تفعيل "قانون الانتفاضة" (أقر قبل مئتي عام) الذي نادراً ما تم اللجوء إليه، والذي يمنح الرئيس صلاحية نشر القوات المسلحة الأمريكية داخل أراضي الولايات المتحدة.
وأفادت تقارير بأن موقفه هذا أثار غضب ترامب الذي أقاله في نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
وأورد موقع أكسيوس أن كتاب إسبر الذي سيصدر في العاشر من أيار/مايو 2022، اطّلع عليه البنتاغون وجنرالات ومسؤولون في الإدارة.
يتضمّن الكتاب توصيف إسبر جو الحلقة المقرّبة من ترامب بأنه "سوريالي"، مشيراً إلى أن طرح إطلاق الجنود النار على أمريكيين كان "يرخي بثقله على الأجواء".
وفي مذكّراته بعنوان "قَسَم مقدّس" كتب إسبر "كان عليَّ أن أجد سبيلاً" لإخراج ترامب من هذا الجو "من دون التسبب بفوضى كنت أسعى لتجنّبها".