قال رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، السبت 30 أبريل/نيسان 2022، إن "التفاهم" بين السعودية وإيران "بات قريباً"، وذلك بعد أسبوع من استئناف جولات الحوار في العاصمة العراقية بين الخصمين الإقليميين، بعد فترة انقطاع.
جاءت تصريحات الكاظمي في مقابلة مطولة مع جريدة "الصباح" الرسمية، نُشرت اليوم السبت، وتناولت عدة ملفات داخلية وخارجية. قال الكاظمي إن "الإخوة في المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية يتعاملون مع ملفِّ الحوار بمسؤولية عالية ومتطلبات الوضع الحالي للمنطقة، ونحن واثقون بأنَّ التفاهم بات قريباً إن شاء الله".
تحدّث الكاظمي كذلك عن وجود "انفراجة حقيقية واسعة في العلاقات بين كل دول المنطقة"، وشدّد على أن "العراق لديه مصلحة مباشرة في تحقيق تفاهمات بين دول المنطقة وتحقيق الاستقرار الإقليمي"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
كان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، قد قال الأحد 24 أبريل/نيسان 2022، لوكالة الأنباء العراقية، إن "العاصمة بغداد ستحتضن جولة جديدة من المباحثات بعد انتهاء الخامسة بين الرياض وطهران"، وأكّد أن "الجولة الخامسة من المباحثات بين السعودية وإيران في بغداد انتهت بأجواء إيجابية".
كما أعلنت الخارجية العراقية، الثلاثاء الماضي، أن الكاظمي نفسه كان حاضراً في جولة المفاوضات الأخيرة بين الطرفين، وفق وكالة الأنباء العراقية "واع".
كذلك أكدت الخارجية على لسان الناطق باسمها أحمد الصحاف، أن "الحوار تضمَّن عدة ملفات، من بينها الملف الأمني"، وأضاف الصحاف أن "جولة الحوارات بدأت ولا تزال ممتدة وتأخذ طريقها إلى إحداث مقاربات جوهرية وأساسية ربما سيكون منها استئناف التمثيل الدبلوماسي بين إيران والسعودية".
كانت الجولة الخامسة من المحادثات قد عُقدت في 21 أبريل/نيسان 2022، ببغداد، فيما أكدت الخارجية العراقية مذّاك أن جولات إضافية ستُعقد أيضاً بين الطرفين، مُلمحةً حتى إلى احتمال استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين.
العلاقات بين القوتين النافذتين في منطقة الخليج كانت قد قُطعت منذ مطلع 2016، إلا أن البلدين بدآ منذ أبريل/نيسان 2021، مفاوضات في بغداد بتسهيل من الكاظمي الذي تربطه علاقات جيدة بالجانبين.
كانت القطيعة قد جاءت إثر اعتداءات تعرضت لها سفارة الرياض في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد، تنديداً بإعدام الرياض رجل الدين الشيعيَّ نمر النمر، بتهمة الإرهاب.
تعد إيران والسعودية أبرز قوتين إقليميتين بالخليج، وهما على طرفي نقيض في معظم الملفات الإقليمية وأبرزها النزاع في اليمن، كذلك تبدي السعودية قلقها من نفوذ إيران الإقليمي وتتّهمها بـ"التدخّل" في دول عربية مثل سوريا والعراق ولبنان، وتتوجّس من برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية.
كان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، قد رحّب في مارس/آذار 2022، بتصريحات لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بشأن علاقات الجوار بين المملكة وإيران، معتبراً أنها تُظهر "رغبة" الرياض في استئناف علاقاتها الدبلوماسية مع طهران.