علم "عربي بوست" من مصادر خاصة، أن وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل ألباريس سيزور المغرب في الأسبوع الثاني من شهر مايو/أيار 2022 في أول زيارة يقوم بها للمغرب بعد أن تأجل موعد الزيارة للمرة الثانية على التوالي.
وسجلت المصادر، أن ألباريس شرع في ترتيب زيارة للمغرب بُعيد تعيينه، وأن الاستعدادات انطلقت لكنها فشلت في الوصول إلى نهايتها، في مرتين؛ الأولى في أواخر 2021 وبداية 2022، والثانية تم تعليقها بعد التفاهم بين رئيس الحكومة الإسبانية والملك المغربي.
وجرى تعيين ألباريس على رأس الخارجية الإسبانية في يوليو/تموز 2021 خلفاً للوزيرة أرانشا غونزاليس التي أعفاها رئيس الحكومة الإسبانية من أجل تخفيف الاحتقان مع الرباط، بعدما تحولت بحسب الصحافة الإسبانية حينها إلى "عائق" بين البلدين.
زيارة وزير الخارجية الإسباني للمغرب
كان المغرب وإسبانيا قد اتفقا على عقد لقاء بين وزيري خارجية البلدين في فاتح أبريل/نيسان في الرباط 2022، غير أنه في يوم الخميس 31 مارس/آذار الماضي، تم تأجيل اللقاء إلى موعد لاحق.
وكان وزير الخارجية الإسباني ألباريس ضمن وفد رئيس الحكومة بيدرو سانشيز الذي زار المغرب في 7 أبريل/نيسان الجاري.
تأتي زيارة ألباريس بعد 15 يوماً فقط من زيارة رسمية هي الأولى بين الرباط ومدريد، قام بها رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، التقى فيها ملك المغرب محمد السادس، انتهت بوضع خارطة طريق بين البلدين تتألف من 16 نقطة.
وسجلت المصادر أن الترتيبات بين الرباط ومدريد على قدم وساق لتنظيم لقاء ثنائي بينهما، لبحث تفعيل النقاط المتبقية من خارطة الطريق التي اتفق عليها ملك المغرب ورئيس الحكومة الإسبانية، خاصة الترتيبات المتعلقة بفتح المعابر بين البلدين، ووضع اللمسات الأخيرة للعملية مرحباً بعودة الجالية المغربية.
في هذا الإطار، نشرت الصحافة الإسبانية أن وزير الخارجية الإسباني التقى رئيس بلدية مليلية (حدودية مع المغرب)، إدواردو دي كاسترو، الإثنين 25 أبريل/نيسان في مدريد وذلك لمناقشة ملف فتح المعابر، والتي أكد فيها المسؤول المحلي أن موعد فتح المعبر "غير معروف".
بلينكن في المغرب
وتابعت المصادر لـ"عربي بوست" أن الزيارة الأولى لألباريس للمغرب تأتي تزامناً مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، للمشاركة في مؤتمر دولي مناهض لداعش.
وسيرأس وزير الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكن، من مراكش الاجتماع المخصص للتحالف الدولي ضد "داعش"، والذي يضم ممثلي حوالي 80 دولة ومنظمة دولية.
وتابعت المصادر أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن سيزور المغرب في الشهر المقبل، في زيارة هي الثانية للرباط في أقل من شهرين، كما أنه يعقد لقاء مع نظيره المغربي سيكون الثالث خلال شهرين متتاليين.
وكان بلينكن قد زار المغرب في أواخر شهر مارس/آذار الماضي، والتقى خلال زيارته كلاً من رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش، ونظيره في الخارجية المغربية ناصر بوريطة.
كما أنه قبلها بأيام التقى في النقب مع نظيره المغربي على هامش لقاء جمع كلاً من الإمارات والبحرين ومصر وإسرائيل، كان عنوانه دعم التطبيع والتصدي لإيران.
وأفادت المصادر بأن وزير الخارجية الأمريكي يُعد لزيارة ثالثة للمغرب في شهر يوليو/تموز القادم، من أجل المشاركة في المنتدى الاقتصادي الأفريقي ـ الأمريكي الذي تحتضنه مدينة مراكش.
اجتماع ثلاثي
وبالعودة إلى اجتماع مايو/آيار المقبل لم تستبعد مصادر "عربي بوست" أن يتم تنظيم لقاء ثلاثي يضم المغرب وإسبانيا وأمريكا، ورجحت أن يكون محور الاجتماع الثلاثي المرتقب محاور الصحراء والحكم الذاتي، والهجرة، وملف الطاقة.
وكان ملف الطاقة واحداً من محاور زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى الجزائر في بداية الشهر الجاري، وذلك من أجل دفعها إلى إعادة تشغيل خط أنبوب المغرب العربي الذي ينقل الغاز إلى أوروبا، لسد الخصاص الناجم عن الحرب الروسية على أوكرانيا، لكن المؤشرات تقول إن الضغط على الجزائر لم يحقق نجاحاً كبيراً.
ونقلت الشروق الجزائرية أن الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت تحتل المرتبة الأولى من حيث صادرات الغاز إلى إسبانيا مُزيحة الجزائر من المرتبة الأولى.
وأضافت شركة "كريس" الإسبانية المعنية بتسيير احتياطيات المحروقات، أن صادرات الولايات المتحدة الأمريكية إلى إسبانيا من الغاز أصبحت تعادل 27% في فبراير/شباط 2022 ما يعني أن الجزائر أصبحت في المرتبة الثانية من حيث صادرات الغاز إلى هذا البلد، وقد قدرها المصدر ذاته بواقع 22.6% من احتياجات إسبانيا من الغاز.
هذه التطورات تأتي بالتوازي مع ما أعلنته صحيفة "لاراثون" الإسبانية، أن مدريد وافقت على طلب المغرب، حيث تقوم الرباط بشراء الغاز المسال من الأسواق الدولية، وتفريغه بمصنع إعادة تحويل الغاز بمصانع تسييل الغاز في إسبانيا، ومن ثم استخدام خط الأنابيب لإيصاله إلى المغرب.
وفي سياق متصل، وفي مؤشر جديد على التقارب بين المغرب وإسبانيا، طمأن ألباريس في تصريحات صحفية من أن عمليات التنقيب على النفط والغاز التي يقوم بها المغرب قرب جزر الكناري تقع ضمن المياه الإقليمية للمغرب، ولا تمس مصالح إسبانيا.
“لماذا المصادر مجهولة في هذه القصة؟
بموجب إرشادات موقع “عربي بوست”، نستخدم المصادر المجهولة فقط للمعلومات التي نعتقد أنها تستحق النشر والتي تأكدنا من مصداقيتها، لكننا غير قادرين على الحصول عليها بأية طريقة أخرى.
نحن ندرك أن العديد من القراء يشككون في مصداقية ودوافع المصادر التي لم يتم الكشف عن أسمائها، لكن لدينا قواعد وإجراءات لمعالجة هذه المخاوف، منها أنه يجب أن يعرف محرر واحد على الأقل هوية المصدر، ويجب أخذ موافقة مسؤول القسم قبل استخدام المصادر المجهولة في أية قصة. نحن نتفهم حذر القراء، لكن يجب تفهم أن المصادر غالباً تخشى على وظائفها أو علاقاتها التجارية، وسلامتها.”