بعد انتقادات كبيرة، تراجع وزير الأوقاف المصري يوم الإثنين 25 أبريل/نيسان 2022، عن قراره السابق حظر صلاة التهجد في المساجد، خلال الليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان.
لكن وزير الأوقاف، محمد مختار جمعة، ما زال يصر على منع الاعتكاف في المساجد تحت مزاعم أن فيروس كورونا ربما يصيب المعتكفين، وطالب المصلين بالصلاة والاعتكاف في منازلهم.
وزير الأوقاف يتراجع عن قرار حظر الصلاة في المساجد
الوزير وعقب رد فعل شعبي واسع على مواقع التواصل بسبب صور مفتشي الوزارة الذين يطوفون بالمساجد لمنع صلاة التهجد، اضطر إلى التراجع عن القرار، وقام بالإعلان عن السماح بصلاة التهجد في المساجد بدءاً من ليلة السابع والعشرين من رمضان وحتى العيد، وقام "جمعة" بنشر قراره على حسابه الرسمي بموقعي تويتر وفيسبوك.
بدأت القصة، حين أعلن وزير الأوقاف، محمد مختار جمعة، منع صلاة التهجد والاعتكاف في المساجد بناءً على التوجيهات بلجنة إدارة الأزمات وجائحة كورونا التابعة لرئاسة مجلس الوزراء، وذلك ضمن اتخاذ الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار فيروس كورونا.
صفحة مجلس الوزراء المصري وعلى موقع فيسبوك، سبق أن أعلنت عن لقاء وزير الأوقاف بمسؤولي الوزارة، والذي شدد خلاله على ضرورة متابعة عدم وضع أي صناديق تبرعات بالمساجد، والالتزام بوقت خطبة الجمعة وموضوعها، وعدم السماح بفتح المساجد بعد صلاة التراويح حتى صلاة الفجر.
حيث قال الوزير، في الاجتماع، إن من أراد التهجد فعليه به في بيته، مضيفاً أنه "من المستحب أن نعمّر بيوتنا بصلاة الليل والذكر وتلاوة القرآن الكريم"، وإنه لا مجال لفتح المساجد للاعتكاف أو التهجد هذا العام، في ظل استمرار الإجراءات الاحترازية وإجراءات التباعد الاجتماعي.
انتقادات لوزير الأوقاف
في المقابل أثارت صور تُظهر مفتشي وزارة الأوقاف المصرية وهم يتجولون ليلاً؛ للتأكد من إغلاق المساجد وعدم إقامة صلاة التهجد أو الاعتكاف بأي منها، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر.
في الوقت نفسه انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، يُظهر "منع مصلّين من إكمال صلاة التراويح بأحد المساجد في مدينة حلوان، وأن هناك مفتشاً من وزارة الأوقاف هو من قرر ذلك"، على حد قولهم.
هذا الفيديو دفع وزارة الداخلية المصرية إلى إصدار بيان رسمي للرد على ما تضمنه مقطع الفيديو، وقالت في بيان رسمي، إنه "بالفحص تبين عدم صحة الواقعة، وأن حقيقة الواقعة تتمثل في غياب إمام المسجد المشار إليه المعيّن من وزارة الأوقاف، ما أدى لقيام أحد الأهالي المتطوعين بأداء فريضة الصلاة بالمسجد كإمام، وأثناء مرور وكيل وزارة الأوقاف لاحظ ذلك، فقام باستدعاء مدير إدارة الأوقاف بالمنطقة وتم استكمال الصلاة بالكامل بدلاً من المتطوع كإجراء إداري من جانب وزارة الأوقاف".
إقالة وزير الأوقاف
في سياق ذي صلة تصدّر وسم #وزير_الأوقاف قائمة أكثر المواضيع تداولاً على تويتر في مصر. واتهم ناشطون وزير الأوقاف، مختار جمعة، بالتضييق على المصلين وتسببه في عدم إحياء شعيرة دينية وإلغاء سُنة نبوية، وطالبوا بإقالته.
حيث علّق مغردون على صور مسؤولي وزارة الأوقاف في أثناء جولة التفتيش، واستنكر البعض حملات التفتيش التي تأتي بالتزامن مع "تمديد الحكومة ساعات غلق المولات والمطاعم، والسماح لأعداد كبيرة بحضور مباريات كرة القدم.. بدون أي تباعد أو مراعاة للإجراءات الاحترازية".
في السياق ذاته أعلن المحامي منتصر الزيات، أمين صندوق نقابة المحامين السابق، عبر صفحته على فيسبوك، أنه تقدم بطعن على قرار منع صلاة التهجد والاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان، لكن لم يتم نظره حتى الآن.
في حين شكك البعض في أن تكون القرارات الأخيرة قد صدرت عن وزير الأوقاف، معتبرين أن الوزير مجرد مُنفذ لقرارات السلطات الأمنية.